الاستثمار استقرار تنمية وازدهار.. المؤتمر الاستثماري الأول في المناطق المحررة

غسان الجمعة

في ظل المساعي التي تهدف إلى النهوض بالمناطق المحررة من الناحية الاقتصادية والتنموية تسعى المؤسسات الحكومية و الفعاليات المحلية و منظمات المجتمع المدني إلى الارتقاء بالبيئة الاستثمارية في الشمال السوري من خلال إقامة المؤتمر الاستثماري الأول في المدينة الصناعية في مدينة الراعي يومي (17-18) من شهر كانون الثاني/يناير 2024 وذلك بهدف خلق بيئة استثمار جاذبة وتقييم الفرص و السوق الاستثمارية في المناطق المحررة و تحديد احتياجات و أدوات استقطاب الرأسمال الاستثماري في مناخ اقتصادي تتضافر فيه جهود اقتصادية وقانونية وسياسية عازمة على تحقيق تقدم ملموس على الصعيد الاقتصادي.

يقابلها تحديات وأوضاع سياسية وعسكرية و اقتصادية معقدة بالتوازي مع تحقيق قفزة مهمة في خلق بنية تحتية صناعية وتجارية لا تزال نامية وينقصها ما يرفدها ويعزز من انتاجيتها وطاقتها في باقي القطاعات الأخرى التي لا تقل أهمية عن ما سبق.

تقوم أهداف المؤتمر أيضاً على الرغبة في الوصول لشراكات استراتيجية استثمارية على المستويين الداخلي والخارجي في بيئة تنموية مستدامة يدعمها وجود حاضنات الأعمال للمشاريع الصغيرة وتحفيز الطاقات الشابة في ريادة الأعمال.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

صحيفة حبر باعتبارها أحد الرعاة الإعلاميين للمؤتمر استضافت رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر المهندس علي حلاق الذي بدوره حدثنا عن المؤتمر وأجاب عن بعض التساؤلات التي يطرحها الواقع الحالي بالإضافة لما يهم رجال الأعمال معرفته مبدئياً من هذا المؤتمر وغايته.

الأستاذ علي ما هي التحديات التي يحاول المؤتمر تذليلها أمام رأس المال الاستثماري في المناخ الاقتصادي الحالي للمناطق المحررة؟ وماهي رسالة المؤتمر؟
الاستثمار يواجه تحديات أمنية وقانونية ومتطلبات المؤسسات المالية كشركات ودراسة جدوى وغير ذلك.
مؤتمرنا يوجد فيه شقان أحدهما مرتبط بأوراق العمل، والبحث وآخر مرتبط بقصص النجاح لذلك نحاول تقديم أوراق بحث في هذه الأبعاد ومن خلالها سنحاول حلها والإجابة عنها مثل شهادة المنشأ ومشكلات الاستيراد والتصدير.
ورؤية المؤتمر هو الارتقاء في بيئة الاستثمار في الشمال السوري وهو يحمل شعار الاستثمار استقرار تنمية وازدهار وهدفه تنمية المناطق المحرر وتحسين بيئة الاستثمار وتوفير فرص عمل وذلك من خلال تحديد نقاط الضعف والتفكير بإنشاء حاضنات الأعمال وتوقيع شراكات وتطوير خارطة الاستثمار الموجودة حالياً في وزارة المالية والاقتصاد لدى الحكومة المؤقتة.

هل تحدثنا عن النتائج التي وصلت لها الخطة التسويقية للمؤتمر حتى الآن وإلى أي مستوى وصل برنامج الدعوات والمشاركين في المؤتمر على الصعيد المحلي والدولي وبالتحديد خطة المؤتمر اتجاه المستثمرين الأتراك؟
عقدنا خمس ورشات عمل مع مستثمرين محليين ومغتربين ومراكز الأبحاث ووزارة الدفاع والفيالق بخصوص ما يتعلق بالجانب الأمني، وتم حشد كل المعنيين من أجل إنجاح المؤتمر الاستثماري ولدينا خمس جهات إعلامية للتغطية، وبالتالي فإن فكرة المؤتمر وصلت إلى المعنيين في سورية وخارجها وسيتم دعوة المعنيين الأتراك من خلال رئاسة الحكومة وقامت مؤسسات تركية وبعض رجال الأعمال الأتراك بعدة زيارات لغرف الصناعة والتجارة الموجودة في الشمال السوري نعتقد أنه ناتج عن التسويق للمؤتمر.

جانب من عملية التحضير للمؤتمر الاستثماري الأول

 

ماهي التحديات التي واجهتها اللجنة التحضرية للمؤتمر خلال اجتماعاتها السابقة والفعاليات المقررة المصاحبة للمؤتمر؟

التحدي الأكبر هو فكرة المؤتمر والتسويق لها فهو يجري في منطقة معزولة لذلك فإقناع الجميع بالفكرة وحشد الموارد كان العقبة الأكبر، وقد تم ذلك بعد فترة طويلة من التحضير وورشات العمل وإقناع المعنيين بهذا الملف، وهناك تحد آخر هو قلة الموارد التي نحاول تعويض جزء كبير منها من خلال العمل مع الشركاء.

أحد أنواع المشاركة بالمؤتمر هو تقديم الأبحاث وأوراق العمل، حبذا توضح لنا أهمية هذا النوع من المشاركة وحجمها ونوعيتها حتى الآن؟
أهم أمر في أوراق العمل قدرتها على تقديم إجابات على تساؤلات المستثمرين لكي يقتنع بالاستثمار في المناطق المحررة، وقد تم تحضير 20 ورقة بحثية تساهم في إقناع المستثمرين من خلال الاهتمام بمختلف المحاور كالمحور الأمني و السياسي والقانوني والطرق الصناعية والمناطق الحرة والاستثمار في مختلف القطاعات مثل القطاع الزراعي، ومناقشة الاستثمار في ظل تعدد السلطات وغيرها الكثير مما يهم المستثمرين الراغبين في العمل في المناطق المحررة.

أين تكمن الفرص المتاحة والأثر المباشر الذي يمكن أن يخلقه هذا المؤتمر بالنسبة للمستثمرين ورجال الأعمال وأصحاب الفعاليات الاقتصادية؟

أهم فرصة يقدمها المؤتمر هو أنه نظرة واقعية متعددة الزوايا للمستثمر حيث سيحصل على إجابات لجميع أسئلته من خلال أوراق العمل واللقاء مع القائمين على المصانع والمدن الصناعية في المحرر، وأيضاً هو فرصة لنظهر نقاط القوة الموجودة في الشمال السوري المحرر وذلك من خلال اللقاء مع الأكاديميين والمؤسسات البحثية والمدعوين من الجانب التركي.

اقرأ أيضاً: حماس تدين استهداف موسوي في دمشق

بالمقابل هو فرصة للمستثمرين ورجال الأعمال في الشمال السوري من أجل تسويق منتجاتهم وذلك من خلال معرض يتزامن مع المؤتمر وتقديم عينة عن مختلف المنتجات للصناعيين المشاركين وهو ما يحقق بعد مهني وعملي للمشاركين من رجال الأعمال الآخرين حيث يطلع الجميع على التجارب القائمة ومناقشة التحديات والفرص وخلق أفكار جديدة وربما يحقق شراكات استثمارية.

رأس المال جبان، وفي ظل بيئة سياسية وأمنية وتنظيمية مضطربة في البيئة المضيفة ماهي المقومات والركائز المعول عليها من قبل المنظمين لإقامة هكذا مؤتمر؟ أليست خطوة مبكرة؟
نحن اليوم لا نقول للناس ضخوا الأموال واستثمروا بل ندعو المعنيين بقطاع الاستثمار للاطلاع على نقاط القوة الموجودة على أرض الواقع من مدن صناعية ويد عاملة خبيرة وبيئة قانونية توفرها الحكومة وسيناريوهات ممكن تساعدنا في موضوع الاستثمار وأيضاً يوجد لدينا إعفاءات قانون قيصر، لذلك فهي رسالة عالمية للاستثمار في المناطق المحررة فنحن اليوم نأتي إلى بيئة نشاهدها معا ونقيمها معا بشكل مشترك وعلى أساس هذا البيئة ندعو الناس للاستثمار على بيّنة وحقيقة أن بعض الناس تستثمر ويوجد مدن صناعية لكن المعلومة المجزأة قد لا تعطي إقناع لذلك يجب أن نتشارك بالمعلومة بشكل مشترك ويحدث تقييم دقيق لواقع المناطق المحررة ويوجد حلول مطروحة على الطاولة وبدائل ويوجد إشراك للجانب التركي كل هذا يعزز إمكانية إقناع لأصحاب رأس المال وجذب لرؤوس الأموال للاستثمار في المناطق المحررة بناءً على مخرجات المؤتمر التي نتمنى أن تخدم قطاع الاستثمار.

ما هي خطة المنظمين حول مخرجات المؤتمر الاستثماري (تحديات، مخاوف، متطلبات) في عملية طرحها وتحديد الجهات المسؤولة عنها لمتابعتها.
وبما يخص مخرجات المؤتمر نسأل الله تعالى أن تتكلل بالنجاح عقب هذا المؤتمر والمفترض أول شيء مخرجات الأوراق البحثية وورشات العمل عرض قصص النجاح عرض النقاشات المداولات التي تحدث أثناء المؤتمر جميعها سوف تجمع لمناقشة أهم التحديات والمخاوف والفرص في تقرير عام عن هذا المؤتمر والمفترض تكون مدخل لتطوير خطة الاستثمار والخارطة الاستثمارية لدى وزارة المالية بشكل رئيسي وباقي الأطراف المعنية والشركاء سواء مراكز بحثية مثل جامعة حلب سواء نقابة الاقتصاديين كنقابة معنية بهذا الموضوع وأيضاً مشاركين ومستثمرين فالمفترض مخرجات ورقات البحثية ومخرجات ورشات العمل والنقاشات والشيء الذي سوف يتداول بهذا المؤتمر يشكل تقرير عام عن هذا المؤتمر ويشكل مدخل لخطة الاستثمار.

ومن المفترض أن تكون هذه الخطة والمخرجات موضحة الأدوار والأطراف لتنجح هذه الخطة وينجح تنفيذها وتطويرها وتتطور الخارطة الاستثمارية التي هي المفترض أن تكون أحد مخرجات هذا المؤتمر ونتمنى مع حدوث المشاركات أن تكون إحدى الطموحات التي نطمح للخروج من خلالها لهذا المؤتمر.

بدوره تحدث الدكتور عبدالحكيم المصري لصحيفة حبر عن التنسيق لخطة أو رؤية معتمدة للتعامل مع مخرجات وتوصيات المؤتمر حكومياً، نحن نعلى اطلاع على بعض المشاكل و بعد استكمال المؤتمر ستتم معالجة جميع الأمور الضرورية، ومنها المشاكل الدولية أو تلك التي تتعلق بالجانب التركي لذلك سنعمل على تذليل جميع العقبات من خلال التواصل مع الدول والمستثمرين والناس المؤثرين في الداخل السوري وذلك من أجل الوصول إلى بيئة استثمارية وذلك من خلال العمل والتواصل مع الجهات المعنية ودورنا كحكومة أن نوفر بيئة استثمارية مناسبة من خلال عدد من الخطوات منها تخفيض الرسوم الجمركية على المواد الأولية وهو ما قمنا به هذا العام.

التنمية المستدامةالحكومة المؤقتةالراعيالمؤتمر الاستثماري الأولبيئة الاستثمارسورياغسان الجمعة