أعلن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، تعيين تولسي غابارد، العضو السابق في الكونغرس عن الحزب الديمقراطي والمرشحة الرئاسية السابقة، كمديرة للاستخبارات الوطنية، مما أثار جدلاً كبيراً في الأوساط السياسية الأميركية.
وتأتي هذه الخطوة بعد سنوات من توجيه انتقادات لاذعة للسياسة الخارجية الأميركية من قبل غابارد، التي أبدت تقارباً مع نظام الأسد، حيث دعت سابقاً إلى إنهاء التدخل الأميركي في سوريا.
في بيان رسمي، أشاد ترامب بغابارد واصفاً إياها بـ”الشجاعة” و”المدافعة عن الحقوق الدستورية الأميركية”، مؤكداً أنها ستجلب رؤيتها الخاصة إلى مجتمع الاستخبارات الأميركي.
وأضاف أنها “تتمتع بدعم واسع في كلا الحزبين” رغم انتقالها من الحزب الديمقراطي إلى صفوف الحزب الجمهوري.
وتعتبر غابارد من المدافعين عن “السياسات الانعزالية” ودعت مراراً إلى تجنب التدخلات الخارجية، حيث لاقت تصريحاتها عن الأزمة السورية، ولقائها السابق مع رأس النظام السوري بشار الأسد، انتقادات حادة داخل الولايات المتحدة.
وقد اتُهمت حينها بالتقليل من فظائع النظام، الأمر الذي جعلها شخصية مثيرة للجدل، لا سيما بين المناهضين للنظام السوري الذين يرون في مواقفها دعماً غير مباشر له.
في ظل هذه الخلفية، تواجه غابارد تحديات عديدة في مجتمع الاستخبارات، حيث ستتولى الإشراف على 18 وكالة استخباراتية، بما في ذلك إعداد الملخص الاستخباراتي اليومي للرئيس.
ومن المتوقع أن تُثار مخاوف في مجلس الشيوخ بشأن تعيينها، على الرغم من الأغلبية الجمهورية التي يُتوقع أن تسهل عملية المصادقة عليها.
ويأتي هذا التعيين ضمن استراتيجية إدارة ترامب الجديدة التي تميل إلى تقليل الانخراط الأميركي في الصراعات الدولية، إذ يُعتقد أن غابارد ستلعب دوراً رئيسياً في إعادة توجيه السياسة الاستخباراتية نحو أولويات داخلية، بعيداً عن النزاعات الإقليمية، مما يُعزز الانتقادات حول تعاطفها مع الأنظمة الاستبدادية كالنظام السوري.