يعد الشمال السوري من أكبر التجمعات السكنية التي دُمج فيها الناس من مختلف البلدات والقرى والمدن السورية بمختلف الطبقات الاجتماعية ولوحظ تزايد نسبة الطلاق في الآونة الأخيرة.
والطلاق ظاهرة عامة سواء في البلدان المستقرة أو البلدان التي تشهد صراعات ونزاعات والنزوح او الحرب ومنها مناطقنا المحررة التي تشترك مع غيرها من البلاد في أسباب الطلاق العامة.
وقال الأستاذ المحامي (عبد الناصر الحوشان): إن الأسباب الشخصية كغياب التفاهم والاستقرار في الحياة الزوجة بسبب مرض أو عقم او امراض نفسية تؤدي إلى خلافات والانشقاقات، ليكمل “الحوشان”، هناك أيضا أسباب أخرى سببتها الحرب، فقدان الزوج، اعتقال الزوج، الفقر، الحاجة جميعها أسباب شرعية لطلب زوجة التفرق وحل عرى الزوجية.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هناِ
وأضاف الحوشان قائلاً: كذلك الأسباب الاجتماعية منها العادات والأعراف” طلاق البدائل” المعروف ب(المقايضة إذا طلق احد ما زوجته فيرد عليه أخوها بطلاق شقيقته أو بنته) واختلاف العادات والخلفيات الاجتماعية بسبب تعدد مناطق النزوح والتهجير والاختلاط “القروية مع المدنية والعشائرية والبداوة، لكل منها أعراف وعادات تختلف عن الأخرى لها تأثير على الروابط الاسرية والاجتماعية.
ونوه الأستاذ عبد الناصر، أن الزواج المبكر هو أحد أسباب تزايد نسبة الطلاق وذلك بسبب عدم فهم الزوجين معاني وحكمة الزواج وكيفية إدارة الحياة الزوجية.
آثار الطلاق
الطلاق مشكلة اجتماعية خطيرة لأنه يؤدي إلى تفكيك الأسرة وتفكك العلاقات الاجتماعية فهو مشكلة خطيرة تنعكس آثارها على الأطفال لما تسببه من خلافات في حضانتهم ونفقتهم، كما يتسبب بأزمات نفسية للمرأة وللطفل بسبب نظرة المجتمع السيئة للمرأة المطلقة كما يهدد انحرافها.
ليكمل الحوشان : هناك ظاهرة جديدة تسبب في طلاق وهي ألعاب الإنترنت كالبوبجي وغيرها من الألعاب التي يلعبونها لجني الأموال فتفسد الأخلاق وتهدم الأسرة حيث يعاني رواد مواقع التواصل الاجتماعي من مشاكل اسرية منها أدت إلى الطلاق وتفكك الأسرة.
” شام محمد”: إحدى ضحايا الطلاق بسبب العادات وتقاليد تقول لنا، تزوجت من ابن عمي بعد أن تقدم ابن خالي لخطبتي وأنا في سن الرابعة عشرة وابن عمي في سن السابعة عشر ، لا أعرف ماذا يعني زواج وما هي حقوق زوج والأسرة، لم أكمل السنة حتى انفصلنا وهذا أثر علي كثيراً وأشعر بأن الجميع ينظر إلى وكأنني ارتكبت ذنباً عظيماً أنصح كل فتاة أن تكمل دراستها ولا تتزوج بسن صغير.
أما سهى أم محمد أضافت قائلة: منذ أن نزحنا من قلعة المضيق وزوجي عاطل عن العمل ونحن أسرة مؤلفة من سبعة أفراد والسلة الشهرية لا تكفينا وتراكمت علينا ديون في المحلات في كل صباح يذهب زوجي للبحث عن عمل ولا يجد ومنذ أربعة سنوات ونحن على هذا الحال لم أعد قادرة على تحمل الفقر وعيش ذل لهذا طلبت منه الطلاق.
ليكمل أحمد الذي يبلغ من العمر السابعة والثلاثين قائلاً: نزحت مع عائلتي من حلب أثناء القصف عليها وأصبت بشظايا مما أدى لإعاقتي باليد اليمنى وشللها بالكامل لم أعد قادراً على العمل، طلبت زوجتي الطلاق بعد وصولنا الى مركز لإيواء بثلاثة أشهر، أخذت أبنائي معها فحضانة الأولاد لها وأنا اليوم أعيش وحيداً بعد أن كانت لدي عائلة فهذه الحرب دمرت أسر كثيرة،
إن الزواج رابطة لها مكانتها في ديننا و مجتمعاتنا و الحفاظ عليها و نجاحها واجب على العائلة و الأسرة و المجتمع من خلال تشجيع الزواج الصحيح و بناء الأسر المنتجة و خفض مستوى المهور و تأمين فرص عمل للرجال المتزوجين حديثا وإعانتهم على بناء الأسرة كما يجب على الزوجين تقوى الله في نفسيهما و عدم الجور في المعاملة و لزوم الكلمة الطيبة و لين الجانب و وجوب مراعاة مصلحة الأولاد في حال وجودهم واللجوء الى العقل و الحكمة في حل المشاكل العائلية.
ويجب على المجتمع والمنظمات تامين فرص عمل للرجال حيث اتجهت أغلب فرص العمل في المنظمات للمرأة وهذا أحد أسباب تزايد طلاق لعدم توفر فرص العمل للرجل مما أدى لزيادة نسبة البطالة والطلاق.