اشتكى سكان بعض أحياء مدينة إدلب من الانقطاع الطويل للمياه عن أحيائهم، فصاروا يشترون المياه لأكثر من مرة أسبوعيًا من صهاريج المياه الجوالة بثمن باهظ.
صحيفة حبر قامت بجولة في بعض الأحياء التي تنقطع عنها المياه لمدة طويلة وأجرت عدة مقابلات مع السكان.
تقول السيدة (أم عمر) المقيمة في حي الثورة: “في حينا يتواصل انقطاع المياه لمدة تتراوح بين التسعة والعشرة أيام، وفي أجواء صيفية كهذه فإن استهلاك عائلتي للماء يتزايد، مما يدفعنا لشراء المياه بأسعار ليست بقليلة من الصهاريج، وثمن الماء الذي نقوم بشرائه شهريًا يبلغ بالمتوسط 200 ليرة تركي، وهذا بحد ذاته مصروف آخر على عوائل المحرر.”
كذلك الحال في حي القصور ومنطقة المحافظة، فإن انقطاع المياه يستمر لعشرة أيام متواصلة، السيدة (ماسة) نقلت لنا الصورة موضحة أن “معاناة شراء المياه باتت شيئًا ثقيلاً على الأسرة، فانقطاع المياه الطويل لم يعد أمرًا يحتمل، شراؤنا للمياه عبء ثقيل ليس باستطاعة الجميع تحمله.
الكهرباء أصبحت متوفرة في مناطقنا المحررة، لمَ لا يتم الضخ على الأقل مرتين في الأسبوع لكل حي؟”
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
من جهة أخرى فإن بعض الأحياء لا يصل انقطاع المياه عنها لأكثر من يومين، صحيفة حبر التقت من حي وادي النسيم السيدة أم محمد التي قالت بدورها: “في حينا المياه متوفرة نوعًا ما، حيث انقطاعها عن الحي لا يزيد عن اليومين، مما يجعلنا مكتفين بمياه الشركة دون الحاجة إلى شراء المياه كبقية السكان الذين في الأحياء الأخرى“.
صحيفة حبر نقلت معاناة وضجر المواطنين من انقطاع المياه إلى المدير العام للمؤسسة العامة لمياه الشرب المهندس (محمد جمال ديبان) الذي قال موضحًا: “تتغذى مدينة إدلب بالمياه من محطتي (سيجر والعرشاني) ويتم التغذية عبر الشبكة الرئيسية بالتعاون بين منظمة غول والمؤسسة العامة لمياه الشرب منذ تحرير المدينة وتقدم المياه للأهالي مجانًا.”
وعن عدم المساواة بين الأحياء من ناحية الضخ، يقول السيد:
“تم تقسيم المدينة لقطاعات ويتغذى القطاع تقريبًا كل ثمانية أيام، ويتم تشغيل المحطات حتى الآن على الديزل بدعم من منظمة غول، أحيانًا عند تحويل الضخ من قطاع تختلف الكمية بسبب الارتفاع والانخفاض لكل حي، لكن لزيادة ضخ المياه يتم أحيانًا دعم بعض القطاعات عن طريق المؤسسة العامة للمياه من الآبار الداخلية وهذه الآبار غير موجودة في جميع الأماكن”.
لماذا لا يتم الضخ عن طريق الكهرباء التي توفرت مؤخراً؟ يجيب السيد: “نسعى للضخ لجميع الأحياء لكن المنظمة الداعمة غول حتى الآن لم توافق على الضخ عن طريق الكهرباء لأسباب لا نعلمها، وتم التواصل مع المنظمة من أجل تحويل الضخ للكهرباء حيث تنخفض الكلفة ونرتاح من إصلاح مجموعات التوليد التي تتعرض للأعطال باستمرار نتيجة انتهاء عمرها الافتراضي”.
أما عن كيفية الضخ الحالي يوضح السيد : ” أمنت المؤسسة بالفترات الماضية مولدات أخرى، لكن تتعرض للأعطال باستمرار بسبب ضغط العمل، في الحقيقة نحن نسعى لتأمين المياه لأهلنا بكافة الوسائل الممكنة وبأقل التكاليف والمنظمة (غول) تقوم بدعم التشغيل ويتم التزويد مجانًا للأهالي لكن مشكلة الأعطال في مجموعات التوليد التي انتهى عمرها الافتراضي تؤدي لفترات انقطاع طويلة”.
اقرأ أيضاً: نعيم المصري يحقق بطولة عالمية في تركيا ويهديها للسوريين
ليختم الأستاذ: “تم توصيل الكهرباء إلى المحطات بالتنسيق بين المؤسسة العامة لمياه الشرب وشركة الكهرباء”.
ونسعى بالتواصل مع المنظمة للاعتماد على الكهرباء مما يؤدي لانتظام التزويد بالمياه وانخفاض التكاليف وزيادة ساعات الضخ، كما أن الإحصائيات المعتمدة حسب الكلاستر عدد سكان إدلب ما يقارب ٢٧٠٠٠٠ نسمة وحصة الفرد حسب المعايير الأوربية ٣٥ ليتر، وتقوم المؤسسة بالتفاوض مع المنظمة من أجل الاعتماد على الكهرباء وزيادة الضخ واستمرار تقديم المياه مجانًا، هناك بعض الوعود لكن لا يوجد شيء رسمي حتى الآن”.
ويبقى الحديث عن الانقطاع الطويل للمياه مشكلة عامة في الشمال السوري، مع استمرار معاناة العوائل بالشمال المحرر بتحمل عبء الحصول على حاجتها من الماء، آملين ببعض الإجراءات التي قد تحسن أحوال الضخ في أقرب وقت.