البحث الفائز بالمركز الأول:
(معنى الحياة والاكتئاب لدى عينة من النساء الأرامل وغير هنَّ في الشمال السوري – دراسة أعدتها الباحثة / نارمين خليفة)
الارتباط بالشريك من أهم الحاجات لدى الإنسان وخاصة للمرأة، فعلاقة الزواج بالنسبة إليها تؤثر في نواحٍ عديدة جسديًا وروحيًا ونفسيًا، ففقدان الزوج يعني فقدان الأمان والسكن والمعيل والحياة المستقرة، لذلك بعد ازدياد أعداد النساء الأرامل في سورية لعشر سنوات من الحرب نبعت أهمية هذه الدراسة، فهل يمكن للمتغيرات الإيجابية مثل معنى الحياة أن تخفف من وطأة الأذى النفسي والاكتئاب الذي أصاب المرأة السورية الأرملة؟
لقد بلغ عدد الأرامل السوريات اللاتي لا معيل لهنَّ (46302) أرملة خلال أغسطس/ آب 2020م وذلك وفق فريق منسقو الاستجابة، وبالطبع يترتب على هذه الأوضاع ظروف قاسية لتأمين المعيشة في ظل الوضع الاقتصادي المنهار أصلًا، وحسب الرابطة العربية السورية للأطباء النفسيين فإن مليون سوري يعانون من اضطرابات نفسية شديدة تصل إلى الاكتئاب، في حين إن 5 بالمئة يعانون من اضطرابات نفسية خفيفة.
لقد ارتفعت حالات الانتحار في شمال غربي سورية بنسبة (38%)، ما بين الربعين الأول والثاني من عام 2020 وفق احصائيات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.
من جهتها ركزت هذه الدراسة على البعد الإيجابي والعطاء للمجتمع في سبيل الخروج بالأرملة من معاناتها، عن طريق تحقيق ذاتها والانزياح عن مركز الأنا لديها لتحقيق معنى أكبر، وهو خدمة الناس والفعالية في انجاز الأهداف الخاصة، واتخاذ ذلك كعلاج نفسي وروحاني فعال، تم تنفيذه وإقراره في كثير من البحوث التي تم توثيقها ورصدها في الدراسة مثل: دراسة عثمان يوسف (2008)المتعلقة بمعنى الحياة وعلاقته بدافعية الإنجاز الأكاديمي، ورسالة ماجستير لأماني إسكندراني(2015)في دمشق عن معنى الحياة وعلاقته بالإيثار، وغيرها من الدراسات السابقة.
استحدثت الباحثة استنادًا إلى ما سبقها من دراسات مقياسًا جديدًا يعدّ الأول من نوعه في سورية بل في الشمال السوري المحرر، وتم عرضه على عدد من المحكمين وتطبيقه على (102) سيدة، منهنَّ (34) أرملة، و(68) لسنَ أرامل. ويحتوي المقياس على أسئلة دقيقة تقيس نسبة الاكتئاب مقارنة بمعنى الحياة لديهنَّ، عن طريق استبانة إلكترونية.
تبين من خلال النتائج أن مستوى الاكتئاب لدى النساء الأرامل في الشمال السوري تحت المتوسط. فعلى الرغم من معاناة الحرب الطويلة والظروف القاسية المتمثلة بالنزوح والفقر وتقطع وشائج العلاقات الأسرية وانتشار الظلم الاجتماعي، إلا أن النساء الأرامل استطعنَ تحديد أهدافهنَّ في الحياة وطرق تحقيقها، واستطعنَ ربط حياتهنَّ بمعنى محفز لها.
إن السنوات الطويلة من الحرب، رغم نتائجها المأساوية، إلا أنها ساهمت في تفتح ملكاتهنَّ وابتكار أساليب مختلفة لإثبات ذواتهنَّ، إذ نلاحظ ازدياد فعالية المرأة في المجتمع وانخراطها بالنشاط الإداري والسياسي، بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي والأسري.
وفي السياق نفسه أصبح هناك اتجاه جديد في تنمية الوعي لدى نسبة كبيرة منهنَّ، في تعزيز المعاني الروحية العميقة بأن كل فرد في المجتمع تقع عليه مسئوليات كبيرة يساهم بها في رفع الظلم وتحقيق العدل والحرية والكرامة.
من جانبها أوصت الباحثة، وهي أرملة شهيد ، بدعم بحثها في مجال العلوم النفسية، وبإعداد برامج توعية خاصة قائمة على أسس دينية تعرف المرأة بدورها الحضاري وتعزز قيمة الحياة لديها ومستوى تقديرها لذاتها.
البحث الفائز بالمركز الثاني:
(فعالية برنامج تدريبي قائم على برنامج (CORT) في تطوير التفكير الإبداعي لدى معلمي المرحلة الابتدائية في مدينة أعزاز – أعدّه الباحث / سعد علي ويس)مستويات معنى الحياة والاكتئاب عند النساء الأرامل وغير الأرامل
بسبب انتشار التعليم بالتلقين في الشمال المحرر الذي يؤدي إلى إنتاج أجيال غير قادرة على التفكير خارج الصندوق ومجابهة مشكلات الحياة المتزايدة في ظل الأوضاع المعيشية برزت فكرة الباحث في إمكانية تطبيق هذا البرنامج العالمي (CORT)Cognitive Research Trust اختصارًا لمؤسسـة البحـث المعـرفي لمخترعها (دي بونو) في كامبريج ببريطانيا والذي تم استخدامه في دول كثيرة على نطاق واسع كأمريكا وأستراليا وفنزويلا وبلغاريا.
تأتي أهمية هذه الدراسة بأنها الأولى من نوعها في المناطق المحررة وذلك بإمكانية تطبيقها على معلمي المرحلة الابتدائية في مدينة (أعزاز) وتقوم على فكرة أن التفكير الإبداعي مهارة وقائم على التدريب والمحاولة وذلك لمواكبة التطور والتكنولوجيا والابتعاد عن النمطية الحالية في التعليم.
يتكــوّن البرنــامج مــن ســتة أجــزاء في كــل جــزء عشرة دروس أو أدوات، كــل جــزء يحمــل أســماءً وأهدافًا يجب تحقيقها من خلال الدروس وهي كالتالي:
(1) توسعة مجال الإدراك/ (2) التنظيم/ (3) التفاعل/ (4) الإبداع/ (5) المعلومات والعواطف/ (6) العمل.
من جهته، طبق الباحث المنهج شبه التجريبي على (40) معلم ومعلمة من خريجي كلية التربية وتم تقسيمهم على مجموعتين تجريبية وضابطة وتم تنسيق المحتوى التدريبي بورشات عملية لمدة 5 أيام تم فيها استخدام أدوات لتوسيع الإدراك والإبداع (عصف ذهني – تمثيل الأدوار – المناقشة الجماعية – مجموعات تفاعلية)
كشفت نتائج الدراسة عن فاعلية البرنامج في تنمية مهارات التفكير وخاصة بوحدتيه الأولى (توسيع مجال الإدراك)، والرابعة (الإبداع) وذلك في تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى معلمي المرحلة الابتدائية بشكل عام، على الدرجة الكلية لاختبار (توران) العالمي للتفكير الإبداعي، (اختبار الألفاظ)، وعلى مهارات الطلاقة والمرونة والأصالة.
كما أوصى الباحث وهو (مشرف مركز حماية الطفل) على تنمية مهارات التفكير الابداعي لدى المعلمين والطلبة من خلال اتباع برنامج (CORT) العالمي وذلك بتطبيق ورشات تدريبية وطرق تدريس متطورة بعيدة عن التلقين، وأن يتم ادخال مثل هذه البرامج في مناهج الجامعة لكليات التربية لتخريج المعلمين الأكفاء القادرين على صناعة جيل قوي ومتمكن قادر على اجتياز المرحلة الصعبة.
البحث الفائز بالمركز الثالث:
(المعاناة النفسية للأطفال والمراهقين السوريين نتيجة النزوح – دراسة أعدها الفريق البحثي / مجد الدين الإسماعيل- ريم الغريب)
للحرب آثارها الكثيرة على الأطفال والمراهقين لما تتركه من ندوب وآثار نفسية خطيرة يصعب تجاوزها مستقبلاً كما هو حاصل الآن من انتشار للأمراض النفسية وبعض المظاهر الكارثية كالجهل وعمالة الأطفال وتوجه عدد من المراهقين إلى حمل السلاح وغيرها من الأمور التي تفسر واقع الهروب من الأزمات التي لا يزال يعاني منها أطفال الحرب والنزوح في سورية، ومن هنا برزت أهمية هذا البحث للتعرف على جذور المشكلة وأكثر الحالات المرضية المنتشرة والتوصل إلى وضع حلول علمية مناسبة لها.
قام الباحثان بتفنيد أنواع الهجرة التي حدثت قبل الثورة السورية وأهم أسبابها وقد كانت الهجرة الخارجية الأكثر شيوعًا في سورية بسبب الرغبة في تحسين الظروف المعيشية بما تسبب في هجرة الكثير من المثقفين وأصحاب العقول المهمة وذلك بنسبة 53% ممَّن يحملون درجة البكالوريوس إلى دول الخليج العربي و63% منهم إلى دول أوروبا.
في السياق ذاته، فقد أصبح النزوح جماعيًا بعد انطلاق الثورة السورية وحسب تقارير الأمم المتحدة فإن هناك ما يزيد عن 6 ملايين ونصف سوري خارج البلاد وخاصة بعد التدخل الروسي وزيادة وحشية العمليات العسكرية.
من جانبهما، قام الباحثان بزيارة لمخيم (زوغرة) في الشمال السوري ومخيم آخر بالقرب من مدينة(الباب) للتعرف على أهم الأمراض النفسية المنتشرة وقد وجد أن هناك ارتباط وثيق بين كثرة الأمراض النفسية وتعقيد الحياة التي يعيشونها فهناك ندرة في التعليم وقلة في النظافة إلى جانب العيش بدون هدف وفي ظروف لا تقيهم من حر الصيف ولا من برد الشتاء مع انعدام الأمن وانتهاك الخصوصية، بالإضافة إلى التعنيف الدائم واليتم والفقر ممَّا جعل من الأطفال والمراهقين عدوانيين ناقمين على كل شيء ومضطرين للعمل في أي عمل لإعالة ذويهم مثل الالتحاق بالخدمة العسكرية أو في الخدمة في المنازل ومكبات النفايات ومقالع الحجارة وصناعة الطوب وحراقات تكرير النفط مع وجود عدد من الاضطرابات والخوف والقلق وعدم القدرة على تحمل المسؤولية.
الجدير بالذكر استخدام الباحثين للاستبانات وتوزيعها للخروج بأرقام حقيقية تعكس حجم المأساة الكبيرة التي يعاني منها الأطفال والمراهقين وذويهم مع عدم إغفال دور بعض المنظمات الإغاثية مثل(قطر الخيرية) و (اليونيسيف) (المجالس المحلية)(SRD) (مركز رحمة بلا حدود) وقد خرج البحث بنتائج أن نسبة الجهل في المخيمات تفوق 80 %، ونسبة حالات أمراض سوء التغذية تفوق 60 % ،إضافة إلى أن نسبة عمالة الأطفال في المخيمات تفوق 70 % ونسبة الأطفال الملتحقين بالعمل المسلح تفوق 15 % كما أن نسبة الأيتام تفوق 50 % والأطفال الذين ليس لهم معيل يفوق ال40 % .
وأوصى البحث بأن يتم التعامل بشكل إنساني مع الأوضاع التي يعاني منها النازحون وخاصة حماية الأطفال والمراهقين من زيادة نسبة الأمراض الجسدية والنفسية والتقليل قدر الإمكان من حدتها وزيادة فعالية المنظمات والمجالس المحلية للخروج من هذه الأزمة.