تنسيقيات الثورة السورية تدعو لمقاطعة الائتلاف السوري

تقرير وحوار: أحمد العبسي

انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دعوة للتظاهر غداً الجمعة تحت اسم مقاطعة الائتلاف مطلب الثوار، وجاءت هذه الدعوة بعد أن شهدت المناطق المحررة عدداً كبيراً من المظاهرات التي ترفض المصالحة مع النظام السوري في الأسبوع الماضي

الدعوة التي انتشرت تحمل توقيع الأمانة العامة لتنسيقيات الثورة السورية للحراك الشعبي، ومن أجل التأكد من مصدر الدعوة تم التواصل مع الأستاذ أسامة العمر ممثل المكتب السياسي لتنسيقيات الثورة السورية، الذي أكّد بدوره على الدعوة، وعلى مصدرها، ونفى أن تكون هذه الدعوة بتنسيق من المجموعة التي تم طردها من الائتلاف السوري (أحمد رمضان وآخرون) أو بتنسيق مع حكومة الإنقاذ أو من يمثلها، وإنما هي دعوة تمثل نبض الشارع الثوري كما ذكر العمر.

وفي حوارنا مع ممثل المكتب السياسي الأستاذ أسامة العمر حول هذه الدعوة وتوقيتها وأهميتها وخطورتها سياسياً وشعبياً وثورياً قال السيد أسامة العمر:

من الطبيعي أن يتم استغلال أي حراك ثوري من قبل بعض الجهات وفق مصالحها الضيقة، ولكن هذا الاستغلال مكشوف وهو عبارة عن مسرحيات بهلوانية يقوم بها البعض من أجل إيهام الناس بشرعيتهم كأحمد رمضان وغيره.

الائتلاف للأسف فقد شرعيته الثورية، ونحن على دراية كاملة بخارطة التوازنات الدولية، وتعاطينا السياسي مع العلاقات الدولية حول القضية السورية هو تعاطي مبني على رؤية سياسية ودراية معمّقة وفهم للتوازنات التي تتم إدارتها إقليميا ودوليا، لذلك نحن نرى ضرورة مقاطعة الائتلاف وليس اسقاطه، والعمل على جعله ممثلاً حقيقياً عن الشعب السوري عن طريق استبدال أعضائه الذين فشلوا طيلة السنوات الماضية

الشعب السوري قادر على إفراز قيادته، والدولة التركية ستتعامل بإيجابية مع القيادة التي يختارها الشعب، أكثر من القيادات الحالية.

وحول خطورة ألا تنجح محاولة إعادة بناء الائتلاف، وتتسبب المظاهرات فقط بإسقاط الشرعية الدولية عنه، مما يتيح المجال للقوى المعادية للثورة بما فيها النظام بالتمدد أكثر في الحيز الجيوسياسي، مما قد يؤدي لخسارة الأرض والناس والتمثيل السياسي، أجاب العمر:

أسامة العمر الممثل السياسي لتنسيقيات الثورة السورية

نحن نتكلم الآن كثورة تريد أن تحقق أهدافها في التغيير المنشود وقد قدمت ما يكفي من التضحيات من

أجل ذلك، ولسنا في صدد الحديث فيما يخص توفير ظروف المعيشة فقط، إذا لم تنتصر الثورة فهذا يعني أننا سنقدم للموت بلا فائدة، فإمّا أن ننتصر وإمّا أن نموت بشرف.

 

الحكومة والائتلاف ليس لديهم أي اعتراف قانوني حالياً، لذلك نحن بحاجة إلى إعادة بناء هذه المؤسسة السياسية بطريقة أفضل مبنية على الشرعية التي تحتاج تمثيل ومشاركة حقيقية في الائتلاف وليس تمثيل لمصالح دول أو أجندات حزبية ضيقة.

إننا نبحث عن ممثلية سياسية قائمة من خلال الائتلاف ولكنها تعبر عن هوية وطنية وهوية ثورية وبخطاب ثوري يفهم ظروف الواقع الحالي بعيدا عن حالة النزق الثوري الذي ترافق مع انطلاقة الثورة، لأننا ندرك أن ذلك أصبح غير ممكن حالياً.

مرة أخرى أود أن أؤكد أن المقاطعة لا تعني الإسقاط وإنما إعادة بناء المؤسسة بطريقة أخرى غير تلك التي أثبتت فشلها. لقد ساهمت هذه المؤسسة بشكلها الحالي على تفريغ القرارات الدولية من مضامينها، وهذا من أبرز الآثار السلبية لوجود الائتلاف، عندما وافق على المضي في مسار استانا الذي تراعاه دولتان مجرمتان هما روسيا وإيران، والدولة الوحيدة الصديقة للشعب السوري تركيا، والتي تحكمنا معها علاقات تاريخية وجغرافية وثقافية ، لذلك نعلم أنها مدفوعة بشكل كبير بمصالحها تجاه هذا الملف، ونحن نقدر لتركيا كل ما بذلته من أجل الشعب السوري.

في النهاية سألنا العمر عن تنسيقيات الثورة ومدى تمثيلها الحقيقي للثوار، ولماذا يعتبرها تختلف عن الائتلاف، إذا كانت أمانتها العامة لم تنتخب من الناس، وهل هي بقايا التنسيقيات القديمة، أم أنها مجموعة جديدة أطلقت على نفسها هذا الاسم لتحتكر تمثيل الحراك الثوري؟!

وفي هذا السياق أكّد العمر أنه يعتبر كل ثائر هو عضو في الهيئة العامة لتنسيقيات الثورة، وأنه لا يمكن إغلاق عضوية الهيئة العامة، ولكن تمت إعادة تجميع التنسيقيات كحالة ثورية وطنية من خلال المسؤولين عن الحراك الثوري في مختلف المناطق المحررة، وهي تضم في أمانتها العامة 70 عضو من مناطق جغرافية مختلفة في الشمال المحرر، ومن خلال الأمانة العامة تم تعيين مسؤولين عن مختلف الملفات (العلاقات الخارجية – القانونية – السياسية – ملف الحراك) لكي ينسقوا الحراك من خلالها، ونحن لا ندعي أن التنسيقيات تمثل كل الثورة ولكنها تمثل نبض الشارع، ونأمل أن نعبر دائماً عن رأي الشارع الثائر صاحب الحس الوطني وأن نصل إلى اسم جمعة موحد وخطاب موحد، وأن يكون خطاب عقلاني وسياسي يتماهى مع تداعيات تدويل القضية السورية ومجموع التداخلات الدولية فيها .

أحمد وديع العبسيأسامة العمرإصلاح المعارضةالحراك الثوري السوريالمظاهراتتنسيقيات الثورة السوريةمقاطعة الائتلاف