أعلنت مصادر إعلامية موالية لنظام الأسد يوم الاثنين، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، أن لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا توصلت إلى اتفاق لعقد اجتماع قريب في العاصمة العراقية بغداد.
وأكدت المصادر أن الجهود الدبلوماسية العربية المكثفة في الفترة الأخيرة ساهمت في إزالة العقبات أمام انعقاد اللجنة، مما أسفر عن توافق جميع الأطراف على عقد الاجتماع الثاني قريباً.
ونفت المصادر وجود أي اعتراض من الأطراف المشاركة، على الرغم من أن بعض الأعضاء طلبوا تأجيل الاجتماع السابق بسبب الحاجة للمزيد من التشاور.
اقرأ أيضاً: إغلاق المعابر بين ميليشيا قسد ونظام الأسد
وكان من المقرر أن تعقد اللجنة اجتماعها الثاني في بغداد قبل نحو شهرين، إلا أن عمان طلبت تأجيله على الرغم من إرسال الدعوات إلى الأعضاء (السعودية، مصر، الأردن، العراق، لبنان، والأمين العام لجامعة الدول العربية).
وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” في تقرير سابق أن عمل اللجنة الوزارية العربية بشأن سوريا يواجه تهديدًا بالفشل بسبب عدم تقديم دمشق أي خطوة لتطبيق خريطة الطريق العربية، مشيرة إلى رفض نظام الأسد تطبيق بنود الورقة العربية.
وأوضحت الصحيفة أن دول الجوار تشعر بالاستياء من تزايد نشاط تهريب المخدرات إلى الأردن بدلاً من تراجعه، وكذلك من تعنت نظام الأسد تجاه الحوار مع المعارضة وتهربه من استحقاق عودة اللاجئين. كما أشارت إلى زيادة تدفق اللاجئين غير الشرعيين إلى لبنان.
وأشارت المصادر إلى أن نظام الأسد اشترطت لتحقيق أي تقدم خروج القوات الأجنبية (الأمريكية والتركية) من الأراضي السورية ووقف دعم الجماعات المعارضة، إضافة إلى بذل جهود لرفع العقوبات الاقتصادية والمساهمة في إعادة الإعمار.
كما ذكرت الصحيفة أن اللجنة الوزارية العربية قررت تجميد اجتماعاتها مع نظام الأسد بسبب عدم تجاوب دمشق مع خريطة الطريق التي رسمتها لإعادة تطبيع العلاقات العربية-السورية.
وأوضحت المصادر أن نظام الأسد لم يقدم التسهيلات الأمنية والسياسية المطلوبة لوقف تصدير المخدرات إلى دول الجوار، مؤكدة تجميد اجتماعات اللجنة الوزارية العربية مع الحكومة السورية.
ومن جهة أخرى، تحدثت وسائل إعلام رسمية تابعة لنظام الأسد عن “خطوات مرتقبة وجدية” لعقد اجتماع بين الطرفين السوري والتركي في بغداد، حيث من المتوقع أن تبدأ عملية تفاوض طويلة قد تفضي إلى تفاهمات سياسية وميدانية.
وفي سياق متصل، صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإمكانية لقاء بشار الأسد مجددًا، مؤكداً استعداده لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا.
من جانبه، أعرب أوزغور أوزيل، رئيس حزب “الشعب الجمهوري” المعارض في تركيا، عن استعداده للقيام بوساطة بين أردوغان والأسد لبدء مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق.
وأكد أوزيل استعداده للذهاب إلى سوريا ولقاء الأسد لفتح قنوات الحوار، مشدداً على ضرورة تواصل تركيا مع “الدولة السورية” فقط وتجنب التواصل مع الأطراف الأخرى، في إشارة إلى المعارضة السورية.
تجدر الإشارة إلى أن الوساطة الروسية ساهمت في تحقيق تطورات اقتصادية مثل إعادة فتح معبر “أبو الزندين” بين مناطق سيطرة “نظام الأسد” ودمشق شرق حلب أمام الممرات التجارية.
رغم هذه التحركات، أكدت صحيفة “ستار” التركية عدم وجود اتصال على مستوى الاستخبارات بين أنقرة ودمشق، مشيرة إلى أن نظام الأسد طرح شروطًا مسبقة لعقد اجتماع رباعي بين تركيا وسوريا وإيران وروسيا، مما أدى إلى إلغاء الاجتماع المخطط له في سبتمبر الماضي.