جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا.. واجهة جديدة لتعزيز النفوذ الإيراني

أعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم “جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا – أولي البأس” عن تأسيسها رسميًا، متبنية خطابًا يدعو إلى مقاومة ما وصفته بـ”مشروع تقسيم سوريا”، ومؤكدة أنها خرجت من رحم الشعب السوري للدفاع عن وحدة البلاد في ظل “غياب الجيش العربي السوري والقوى السياسية والاجتماعية التي كانت تدير سوريا”، بحسب بيانها الأول.

أهداف الجبهة ورسائلها السياسية

جاء الإعلان عن تأسيس الجبهة خلال شهر رمضان، في بيان استخدم لغة دينية وطنية، مشددًا على وحدة الأراضي السورية، ورافضًا لما اعتبره “مخططات صهيونية-أمريكية-تركية مدعومة عربيًا”.

كما أشار البيان إلى أن “سوريا تتعرض لمحاولات تقسيم وتهجير وتجويع”، متعهدًا بأن تكون الجبهة “الدرع الحصين الذي يعيد مجد الوطن”.

 

وفي أول إعلان عسكري لها، تبنّت الجبهة عملية استهداف لقوات إسرائيلية في ريف القنيطرة الشمالي يوم 31 يناير 2025، عبر “صليات مباشرة من الأسلحة المناسبة”، زاعمة أنها أوقعت إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي، وأن مقاتليها انسحبوا “بحماية الرحمن”.

البعد الإيراني في المشهد

ما لفت الانتباه في إعلان الجبهة هو انفراد وكالة “تسنيم” الإيرانية بنشر الخبر دون أي تغطية من وسائل إعلام أخرى، مما يعزز فرضية ارتباط الفصيل بإيران، سواء على مستوى التوجيه أو الدعم الإعلامي.

يُذكر أن إيران سبق أن دعمت مجموعات مماثلة في سوريا، مستخدمة واجهات محلية لإضفاء شرعية وطنية على تحركاتها، خصوصًا مع الضغوط المتزايدة على وجودها هناك، سواء من قبل إسرائيل أو القوى الدولية والإقليمية الفاعلة.

اقرأ أيضاً: صالح مسلم: مستعدون لترك السلاح إذا سُمح لنا بالعمل السياسي

كما أن توقيت الإعلان لا يبدو منفصلًا عن التحولات العسكرية والسياسية في سوريا، حيث تسعى طهران إلى إعادة تموضع قواتها ووكلائها المحليين، في مواجهة التحديات التي تعترض نفوذها، سواء من خلال الغارات الإسرائيلية المتكررة أو التنافس مع الفصائل الأخرى.

تحديات مستقبلية وتحذيرات دولية

يرى مراقبون أن ظهور هذا الفصيل يشكّل رسالة غير مباشرة للولايات المتحدة وإسرائيل، مفادها أن أي تصعيد عسكري يستهدف الوجود الإيراني في سوريا، سواء عبر ضربات جوية أو تحركات سياسية، سيُقابل بتصعيد على الأرض، خاصة على الحدود السورية-الإسرائيلية.

في المقابل، تواجه سوريا واقعًا اقتصاديًا وإنسانيًا معقدًا، حيث يرى بعض المحللين أن الاستقرار الحقيقي لن يتحقق عبر تشكيل فصائل مسلحة جديدة، بل من خلال مشاريع تنموية وسياسات تساهم في إعادة الإعمار، بعيدًا عن التدخلات الخارجية التي زادت من تعقيد المشهد السوري.

ويبقى السؤال مفتوحًا: هل ستكون “جبهة المقاومة الإسلامية” لاعبًا جديدًا في الساحة السورية، أم مجرد ورقة تستخدمها إيران في معادلاتها الإقليمية؟

 

أخبار سوريةإسرائيلسوريا