عاد اسم “معراج أورال”، المعروف بلقب “جزار بانياس”، إلى واجهة الحديث في الأوساط السورية الثورية، مع سقوط نظام الأسد وبدء الحكومة الانتقالية بملاحقة المتورطين بجرائم الحرب والانتهاكات بحق السوريين.
أورال، الذي عُرف بولائه المطلق لعائلة الأسد، ما زال مصيره غامضاً، فيما يطالب كثيرون بمحاسبته مع بقية رموز الإجرام التي غرقت في دماء الأبرياء.
مصير مجهول وسط سقوط النظام
في ظل استمرار الحملات الأمنية التي تقودها الحكومة الجديدة في مناطق الساحل السوري لتطهيرها من فلول النظام الساقط، لم يُعرف بعد مكان أورال، رغم أنه متورط بارتكاب العديد من المجازر التي لن تُمحى من ذاكرة السوريين. قيادة ميليشياته الطائفية خلال الثورة السورية جعلته واحداً من أبرز الأسماء المطلوبة للعدالة، خصوصاً بعدما ارتبط اسمه بمجزرة “بانياس” عام 2013، التي راح ضحيتها العشرات من المدنيين الأبرياء.
اقرأ أيضاً: أسماء الأسد في عزلة صحية مع تدهور حالتها بسبب سرطان الدم
سجل حافل بالدماء والهروب
بدأت حياة “معراج أورال”، أو “علي كيالي”، بسلسلة من الجرائم منذ سبعينيات القرن الماضي. هو مواطن تركي الأصل من أنطاكية، لاحقته السلطات التركية بتهم الإرهاب وأُلقي القبض عليه عام 1978، لكنه فرّ من السجن عام 1980 ولجأ إلى سوريا، حيث استقبله النظام الأسدي بحفاوة، ليصبح لاحقاً ذراعاً أمنياً له.
قاد أورال ميليشياته الطائفية خلال الثورة السورية، وارتكب جرائم مروعة في حلب، إدلب، وريف اللاذقية، معقل نفوذه الأساسي. اشتهرت ميليشياته بالوحشية، ما جعلها جزءاً رئيسياً من آلة القمع التي استخدمها النظام السوري.
محاولات اغتيال غامضة
خلال السنوات الأخيرة، تعرض أورال لمحاولتين اغتيال بارزتين، آخرهما في سبتمبر 2020 عندما تعرض موكبه لهجوم على طريق “البسيط” أثناء توجهه إلى منطقة كسب بريف اللاذقية. حينها، تحدثت مصادر ميليشياته عن “تبادل كثيف لإطلاق النار”، لكنها لم تكشف عن مصيره، ما أثار الشكوك حول ما إذا كان قد أصيب أو قتل.
وفي يوليو 2019، استهدفته عبوة ناسفة قرب سيارته أثناء عودته من جبل التركمان، وأصيب بجروح بالغة. اتهمت ميليشياته “عملاء الداخل” بتنفيذ الهجوم، في إشارة إلى خصومه ضمن المعارضة أو حتى داخل النظام نفسه.
تاريخ طويل من الإرهاب
ارتبط اسم أورال بعدة عمليات إرهابية خارج سوريا أيضاً، أبرزها تفجير منطقة “الريحانية” التركية عام 2013، الذي أودى بحياة أكثر من 50 شخصاً. أدين أورال في تركيا بتهم تتعلق بالإرهاب، وحُكم عليه غيابياً بالسجن.
ميليشياته لم تقتصر على الجرائم داخل سوريا؛ فقد شاركت في القتال بلبنان خلال ثمانينيات القرن الماضي، حيث قاتل في النبطية وبيروت بدعم مباشر من استخبارات النظام السوري.