جمعية تعدد الزوجات وأهدافها.. هل تستمر بعد قرار محلي أعزاز بإغلاقها؟!

عبد الحميد حاج محمد

 

 

أثار الإعلان عن تأسيس جمعية تحت مسمى (تعدد الزوجات) في مدينة أعزاز الجدل في المناطق المحررة خلال الأيام الماضية بين معارض للجمعية وبين مؤيد لها، وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي مئات المنشورات التي تتحدث عن الجمعية.

وبعد الإعلان عن الجمعية من قبل القائمين عليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أثارت ضجة واسعة، ليقوم المجلس المحلي في مدينة أعزاز بإصدار قرار ينفي ترخيص الجمعية ويؤكد أنه سيقوم بإغلاقها.

مديرة مكتب أعزاز في الجمعية (أحلام السعود) تقول لصحيفة حبر: “إن جمعية تعدد الزوجات هي جمعية خيرية تهدف لحماية المرأة من الإهمال والاستغلال الحاصل وتضمن حقوقها بشكل قانوني ومجاني في المحاكم”.

وتضيف أن فكرة تأسيس الجمعية بدأت بين مجموعة ثوار مهتمين بالشأن الاجتماعي وبعمل المنظمات وواقع حاجة المرأة للعيش في بيت وأسرة.

ويقول المسؤول القانوني في الجمعية المحامي (مازن جمعة): إن “هدف الجمعية الأول هو توعوي لنشر ثقافة تعدد الزوجات وتقبل المجتمع لها، خاصةً الزوجة الأولى؛ لبناء أسرة ثانية جديدة مع الحفاظ على الأسرة الأولى، إلا أن البعض يعتقد أن الجمعية ستزوج كل رجل أربع زوجات، وهذا غير صحيح، فالهدفُ هو إحياءُ سنّةِ تعدد الزوجات، التي نحن بحاجة إليها في ظروف الحرب والتهجير بأمر مباح ومشروع وبشكل منضبط بحدود قيم مجتمعنا وديننا الحنيف”.

 

ويضيف (جمعة) أن ما تسعى إليه الجمعية هو تزويج الأرامل أمهات الأيتام وحفظ حقوقهنَّ ومساعدتهنَّ على اختيار الزوج، فنتيجةً لتشتت الأسر يتم الزواج بالكثير من الأرامل خارج نطاق المحاكم وبعقود عرفية لا تضمن حقوق الزوجة، فالجمعية مهمتها مساعدة المرأة بالنصيحة والاختيار الصحيح وضمان حقوقها.

‌مدرسة باب الله في أريحا تفتقر لأدنى مقومات التعليم

وتؤكد (السعود) أن الجمعية تقوي النسيج الاجتماعي للمجتمع، وتقوّي خليته الأساسية وهي الأسرة، وتسعى لدعم زواج كل امرأة تريد فتح بيت ولا تجد إلى ذلك سبيلاً بسبب محاربة الزوجة الأولى وأهالي الشاب الأعزب للنساء الأرامل والمطلقات والعوانس، ومنع الأهل ابنهم من التفكير بالزواج من أرملة وتربية أولادها.

 

كيف تعمل الجمعية؟

وتوضح (السعود) أن للجمعية طريقتي عمل، الأولى: جمع بيانات وعناوين الأسر السورية وتوسيع علاقات الأسر مع بعضهم، وتقول: “يمكن أن يطرق باب أسرة رجل يريد خطبة امرأة من أهلها رغم المرأة لم تسجل في جمعيتنا، فبمجرد معرفة الجمعية بوجود امرأة غير مرتبطة يمكن أن نرشد الراغبين بالزواج إلى عنوان أهلها وتبقى الحرية لها والأهل”.

أما الطريقة الثانية بحسب السعود، فهي أن تقوم المرأة بتسجيل بياناتها لدى الجمعية وبكل حفظ للمعلومات، وتقوم الجمعية بإرشاد من يناسبها إلى عنوان أهلها فيتم طلبها بكل احترام وكرامة لمكانتها.

وأكدت لصحيفة حبر أنه لا يوجد أي جهة داعمة للجمعية، فهي فكرة خيرية بحتة، وتسعى لتأمين دعم معنوي وتأسيسي للذين يفتحون بيوتًا جديدة عن طريق أهل الخير لمن يرغب بدعم التزويج وفتح بيوت.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

وحول الجدل الذي حصل ورفض العديد لفكرة الجمعية، ترى السعود أن “سبب ذلك هو التطبع بعادات الغرب، إضافة إلى محاربة المجتمع الأرملة والمطلقة ومنع الزوج أو الابن الأعزب من الاقتراب منها” وفق وصفها.

 

المجلس المحلي بأعزاز يغلق الجمعية:

وقال المجلس المحلي لمدينة أعزاز في بيان له: “إننا في المجلس المحلي لمدينة أعزاز وريفها لم نقم بترخيص هذه الجمعية ولا منحها أي موافقة شفهية أو كتابية متعلقة بعملها، وإن عملية الترخيص كانت تتم عبر مجلس محافظة حلب الحرة، وتتطلب إبراز بيان حول مكان وجود مجلس الجمعية من عدمه ضمن المنطقة الإدارية لمدينة أعزاز”.

وأضاف البيان أن المجلس بصدد إيقاف مكتب الجمعية بشكل فوري، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية والقضائية بحقها وحق القائمين عليها؛ لإيقاف عملية الترخيص بالتعاون مع مجلس محافظة حلب الحرة.

وقالت السعود حول بيان المجلس المحلي: “إنه جاء بسبب ضغط إعلامي كبير مُورس على المجلس المحلي من قبل الناشطين أو الأشخاص المعارضين لفكرة الجمعية”.

وأضافت أن “الجمعية ستتابع مع المجلس المحلي وتناقشهم في فكرتها، من خلال زيارات ستجريها الجمعية”، مشيرة إلى أن الجمعية لديها خيارات أخرى في حال بقي المجلس المحلي على قراره ولم يعطِ الجمعية الترخيص اللازم.

 

وكان عدة رجال دين في المناطق المحررة وقيادات في الجيش الوطني عبروا عن ترحيبهم بفكرة الجمعية والعمل عليها، التي قد تخفف من معاناة الآلاف من الأرامل وزوجات الشهداء في المناطق المحررة.

في حين لاقت الجمعية قبيل حفل افتتاحها اعتراض المئات من الناشطين وخصوصًا من الجمعيات النسوية في المناطق المحررة، بذريعة أن الجمعية تهين المرأة ولا تراعي أي حق لها، إلا أن القائمين عليها يؤكدون أن الهدف الأسمى للجمعية هو الحفاظ على كرامة المرأة وضمان العيش الرغيد لها.

 

 

 

أعزازالأسرة السوريةجمعية تعدد الزوجاتريف حلبسورياعبد الحميد حاج محمدمكتب تعدد الزوجات