يصرُ ذلك الجيش على الظهور بمظهر الأسد الهصور والمنتصر الصامد بينما يخفي في طياته الكثير من الهزائم التي تنخر جسده، وعلى مبدأ “السكافي حافي والخياط عريان” يحتفل الجيش السوري بعيد تأسيسه على أنغام النصر ورقصات الدبكة.
في المقابل يستغيثُ أحد عناصر قوات جيش النظام في قطاع الزلف ببادية السويداء عبر شبكة “السويداء 24” مرسلاً صورةً لكمية الطعام التي خصصتها قوات النظام لأربعة جنود ولمدة يومين متتاليين، والصورة تظهر حجم إهمال النظام لعناصره الذين يحتفل بعيدهم في نفس الوقت.
الصورة التي تظهر سحارة تحتوي على “حبتا بطاطا واثنتين بندورة وبضع حبات من الكوسا وبصلتان ونصف رأس ثوم” لاقت الكثير من السخرية، ولخص الحالة “سليم المتني” بقوله (يطبخو عيد الجيش وياكلوه)
وقال العسكري في رسالته للمصدر، لن تشبعنا الفقرات التي يعرضها الإعلام الرسمي احتفالاً بعيد الجيش، الطعام أدنى حقوقنا عدا عن رواتبنا المتدنية، في حين قال عناصر من الفرقة 15 لنفس المصدر أنهم لا يشبعون الماء والطعام، وإن إجازاتهم المستحقة يأخذونها على مبدأ “ادفع” تأخد حقوقك.
في سياق متصل، خاطب رأس النظام جنوده أمس عبر مجلة “جيش الشعب” بخطاب معتاد ما تغير فيه إلا رقم العيد ليصبح عيد الجيش السابع والسبعين، وكالعادة حيا البطولات المزعومة ونادى لتوحيد الجهود لإعمار الوطن وأن الجيش أملُ السوريين موصياً إياه بأن يكون قدوةً يحتذى بها.
الجيش الذي وصفه الأسد بأنه أمل السوريين كان قد نعته السوريون في وقت سابق بجيش التعفيش، ذلك لمهارته في سرقة منازل السوريين وأثاثهم مع كل اقتحام للقرى والمدن الآمنة بعد قصفها مئات المرات وتهجير أهلها قسراً، بينما لسان حال السوريين يقول “مر الجرادُ على زرعي فقلت له، لا تأكلن ولا تشغل بإفسادِ”
ماذا خلف الجيش للسوريين؟
عادة الجيوش أن تهب مواطنيها الأمان والحماية، وأن تكون سنداً للمواطنين وعوناً لهم، إلا في سورية فمع بداية الحرب وجه الجيش سبطانات مدافعه لصدور الثائرين وقصف منازلهم بكل ترسانته مخلفاً بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان منذ آذار2011 وحتى حزيران 2022 أكثر من 200 ألف و 391 قتيلاً، و 14 ألفاً و 464 شخص قضوا تحت التعذيب.
ليس ذلك فحسب، فالجيش السوري يعتبر أولى الجيوش التي تستعين بمستعمرين للقضاء على شعبها، حيث استنجدت بروسيا عام 2015 لقصف وقتل السوريين فخلفت روسيا حتى حزيران 2022 أكثر من 6 آلاف و 928 قتيلاً، عدا عن المليشيات الأخرى.
وفي تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان أيضاً قالت إن جيش النظام نهب أكثر من 30 منطقة بين نيسان 2019 و آذار 2020، عدا عن أن النظام وجيشه يسيطرون على ممتلكات المعارضين بحجج مختلفة، وباتت ممتلكاتهم تعود للدولة بحسب محاكم ميدانية ومحكمة الإرهاب بدلاً من حماية تلك الممتلكات وإعادة أهلها إليها.