لم يتوان الشباب في الشمال السوري عن إظهار إبداعاته وتطوير ما هو تقليدي ليخدم المجتمع إذ نشهد كل عام شبان وشابات سوريين طلاباً كانوا أم مهنيين يبدعون في تحويل أو تطوير أي شيء تقليدي ليكون خادماً للمجتمع أكثر وبتكاليف أقل.
وآخر هذه الاختراعات هو حاضنة أطفال تحت اسم ”حاضنة شام“ بتصميم إلكتروني مميز وهو مشروع تخرج للطالبين: عمر حافظ والطالب محمد عليطو وتحت إشراف المهندس: حسام عليطو من كلية الهندسة المدنية قسم الميكاترونيكس.
صحيفة حبر التقت عمر ليحدثنا عن المشروع فقال: خرجت الفكرة من رحم المعاناة وهذه الفكرة لمعت لي قبل عام ونصف عندما رزقني الله بمولود وكان بحاجة إلى أن يبقى في حاضنة أطفال لنطمئن على صحته وهو حديث الولادة فكانت أجرة الحاضنة في أحد المشافي الخاصة هي 50$ لليوم الواحد وهو مبلغ كبير الى حدٍ خصوصاً عند أصحاب الدخل المحدود وهذا ما أثار استغرابي الشديد وبدأت أطرح بعض الأسئلة مع نفسي حول سبب غلاء استعمال هذه الحاضنة إلى أن اجابني أحد الموظفين في تلك المشفى بأن هذه الحاضانات باهظة الثمن حيث ان سعر الحاضنة الواحد من 4000$-6000$ وهو مبلغ غال جداً.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب
وتابع عمر : ومن هنا بدأت في جولات عديدة على عدد من المشافي وشركات الصيانة والصناعة الطبية لكي أفهم آلية وطريقة عمل الحاضنة وماذا تقدم للطفل كما اطلعت على مواقع لشركات في صناعة الحواضن علي مستوى العالم واستوفيت كل معلومة كبيرة كانت أم صغيرة عن صناعة الحاضنة ، حيث أني اطلعت على المواصفات الفنية للحواضن وبدأت بعمل مقارانات عدة بين انواع الحواضن باهظة الثمن ومنخفضة الثمن حيث إن الفرق هو ميزات نوعية في الأنواع ذات الثمن الباهظ.
ويضيف عمر قائلاً : بدأنا أنا وصديقي محمد في البحث عن المواد والقطع المتوفرة في اسواق الشمال السوري حيث ان الموضوع لم يكن سهلاً إطلاقاً خصوصاً انه يجب ان نستوفي مواصفات الحاضنة الجيدة ولكن اغلب المواد والقطع كانت متوفرة في الاسواق والشركات الطبية باستثناء عدة قطع تم شراؤها من مواقع مختصة عبر الإنترنت وبدأنا في تركيب الحاضنة المتطورة من الدارة إلكترونية بدايةً حيث تم مراعاة جميع الشروط الطبية الدولية الموضوعة عالمياً.
اقرأ أيضاً: اتفاق بين عشائر دير الزور و”قسد” ما بنوده؟
ويضيف عمر أن ما يميز حاضنة شام أنها تواكب التكنولوجيا الحديثة حيث تحوي على ميزان إلكتروني ضمن السرير لتحديد وزن الطفل وكما أن التحكم فيها كاملاً عبر شاشة لمس خاصة بالحاضنة وكما أنها تحوي على أضواء معالجة من أمراض تصيب أغلب حديثي الولادة مثل مرض (اليرقان) وهو ما يميز هذه الحاضنة بدمجها بالجهاز المخصص لمرض اليرقان وهذا حتماً سيوفر الكثير من الوقت والتكاليف عن المشافي إضافة إلى أنها لاتحتاج لسحب عالٍ من التيار الكهربائي على عكس الحاضانات الأخرى فضلاً عن وزنها الخفيف والميزة الأهم أن صيانتها غير مكلفة لأنها صناعة محلية مما يعني عدم وجود شركات صيانة أجنبية للصيانة ذات الأجور العالية.
كما التقينا الطالب محمد عليطو الذي قال: في البداية واجهتنا مشاكل وعقبات عديدة خصوصاً ان نظام التحكم في الشاشة الإلكترونية التي تم الاعتماد عليها والتي غير متوفرة في مناطق الشمال السوري حيث إن العديد من الأخطاء والعقبات واجهتنا وخصوصاً في ظل عدم وجود مرجع مما زاد عدد المحاولات حتى ظهرت هذه النتيجة المبهرة وهي (حاضنة شام).
وقال محمد : إن تكلفة الحاضنة كان منخفضاً جداً بالمقارنة مع اسعار الحاضانات الاخرى وخصوصاً أنه المشروع الأول والنموذج الأول الذي لايخلو من الهدر كما ان المشروع حظي باحتفاء كبير من دكاترة وزملاء وكوادر وحتى من وسائل الإعلام.
وتقع جامعة شام في شمال مدينة إعزاز غرب حلب وتعرف بكوادرها الجيدة على مستوى الشمال السوري وخصوصاً في الأفرع العلمية مثل الهندسة المعلوماتية والميكاترونيكس والمدنية كما أنها تحوي على العديد من الأفرع مثل كلية التربية وكلية الإرشاد النفسي وغيرهم.