حملة اتهام وتحريض تتعرض لها الخوذ البيضاء من جهات محسوبة على النظام السوري

شنّ عناصر من فوج إطفاء دمشق، الذي كان يقوده سابقًا العميد الركن المجاز داؤد نصر عميري، حملة إعلامية تستهدف الدفاع المدني السوري المعروف بـ”الخوذ البيضاء”.

وتلقى هذه الحملة دعمًا واضحًا من شخصيات إعلامية وحسابات صحفية كانت مرتبطة بنظام الأسد، مما يعزز الانطباع بأنها جزء من جهود أوسع لتشويه صورة المنظمة الإنسانية، التي حظيت باهتمام دولي لدورها في إنقاذ المدنيين بمناطق خارجة عن سيطرة النظام.

الاتهامات الموجهة

تتمحور الحملة حول اتهام “الخوذ البيضاء” بـ”الاستيلاء” على مهام فوج إطفاء دمشق، في محاولة لإثارة الجدل حول شرعية عمل الدفاع المدني. ورغم أن المنظمة تسلمت هذه المهام في إطار تقديم خدماتها الإنسانية بكوادر مدربة ومعدات متطورة، تؤكد مصادر محلية أن الفوج يعاني من مشكلات مزمنة تتعلق بالفساد وسوء الإدارة، وهو ما دفع كثيرين للتشكيك في دوافع الحملة الحالية.

فوج إطفاء دمشق: تاريخ مليء بالفساد واللامبالاة

لطالما كان فوج إطفاء دمشق محط انتقادات واسعة من قبل المواطنين، الذين شهدوا على تقصيره في أداء واجباته. تتعدد الشهادات التي تبرز غياب الاستجابة السريعة للحوادث، مما يثير تساؤلات حول فعالية هذا الفوج في حماية المدنيين.

شهادات حية من المواطنين

يذكر أحد المواطنين حادثة وقعت قبل ثلاث سنوات في منطقة قدسيا، حيث اندلع حريق كبير في الحارة. ورغم أن فوج الإطفاء في دمر كان من المفترض أن يصل إلى الموقع خلال خمس دقائق، إلا أنهم وصلوا بعد أن تمكن الأهالي والجيران من إخماد الحريق، مما أدى إلى إصابة بعض الأطفال. بعد انطفاء الحريق، وصل عناصر الفوج لالتقاط الصور، مما يبرز غياب الجدية في التعامل مع الحوادث.

الفساد وسوء الإدارة

تتعدد الشهادات التي تشير إلى وجود فساد وسوء إدارة داخل فوج إطفاء دمشق. يُذكر أن العديد من الآليات قديمة وتحتاج إلى صيانة مستمرة، إلا أن الفساد حال دون ذلك. كما تم سرقة العديد من المعدات قبل سقوط النظام، مما يفاقم من معاناة المدنيين في ظل غياب الدعم الكافي.

اقرأ أيضاً: جمال سليمان يكشف عن عمل درامي يدور حول سجن صيدنايا

الدفاع المدني السوري: نموذج في الكفاءة والضمير المهني

في المقابل، أثبتت الخوذ البيضاء كفاءتها وضميرها المهني في العديد من الحوادث، خاصة خلال الزلازل والقصف في الشمال السوري. تعمل هذه المنظمة بجدية واحترافية، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في تقديم الخدمات الإنسانية.

رد الدفاع المدني السوري

في تصريح لرائد الصالح، مدير الدفاع المدني السوري، أكد أنه لم يتم فصل أي عنصر من أفواج الإطفاء، بل تم الطلب من الضباط العسكريين البقاء في المنزل ريثما يتم النظر في أمرهم من قبل الحكومة. أما العاملون والمتطوعون في أفواج الإطفاء، فهم مرحب بهم مع إخوانهم في الدفاع المدني السوري وهم على رأس عملهم. وأشار إلى وجود حملة ممنهجة ضد الدفاع المدني من قبل فلول النظام، داعيًا إلى عدم تداول الشائعات والتواصل مع معرفات الدفاع المدني الرسمية.

تعليقات المواطنين

تتعدد التعليقات التي تعكس استياء المواطنين من أداء فوج إطفاء دمشق، حيث يُتهم بالفساد واللامبالاة. يُشير البعض إلى أن وجوده وعدمه سواء، مطالبين بضرورة وجود الشخص المناسب في المكان المناسب لضمان تقديم خدمات فعّالة للمواطنين.

يُظهر تاريخ فوج إطفاء دمشق سلسلة من الإخفاقات والقصور في أداء المهام، مما يضع علامات استفهام حول فعاليته في حماية المدنيين.

وفي ظل هذه التحديات، تبرز الحاجة إلى إصلاحات جذرية لضمان تقديم خدمات إطفاء وإنقاذ تلبي احتياجات المواطنين وتستحق ثقتهم.

الخوذ البيضاءالدفاع المدني السوريحملة ضد الدفاع المدنيسوريافوج إطفاء دمشق