في تصريحات لصحيفة حبر كشف حسن الحسان، مسؤول في الدفاع المدني السوري في إدلب، عن التحديات الكبيرة التي تواجه فرق الدفاع المدني في التعامل مع الهجمات بالطائرات المسيرة الانتحارية التي يرسلها نظام الأسد وروسيا لتستهدف مناطق شمال غربي سوريا.
التحديات الرئيسية لفرق الدفاع المدني:
أوضح الحسان أن “التحدي الأكبر بالاستجابة لهجمات المسيرات الانتحارية هو شن الهجمات على شكل أسراب. بعد تنفيذ أول هجوم، تكون طائرات أخرى في الجو، في وقت ترصد فيه مسيرة أخرى خاصة بالاستطلاع المنطقة لاستهداف أي حركة أو فرق إنقاذ تقترب من مكان هجوم المسيرة الأولى”. وأضاف الحسان أن “المسيرة دقيقة الإصابة ولا تحتمل الخطأ، مما يجعل فرق الإنقاذ والإسعاف هدفاً مباشراً لهذه الهجمات”.
تأثير الهجمات على الحياة اليومية والمدنية:
وتحدث الحسان عن التأثير المدمر للهجمات بالطائرات المسيرة على الحياة اليومية في المناطق المستهدفة، قائلاً: “يواجه المدنيون تهديداً خطيراً مع استخدام الطائرات المسيرة الانتحارية التي تطلقها قوات النظام وروسيا والميليشيات الإيرانية. هذا التصعيد الخطير يهدد حياة السكان الأبرياء ويدمر وسائل بقائهم على قيد الحياة وسبل عيشهم”. وأشار الحسان إلى أن “الهجمات تركز على آليات السكان الزراعية، ما يسبب خوفاً كبيراً لدى المزارعين من جني محاصيلهم الزراعية مثل التين والزيتون، مما يعرض مصدر دخلهم للخطر”.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا
الإجراءات الوقائية لحماية المدنيين:
وفيما يخص الإجراءات الوقائية، شدد الحسان على أهمية التعاون الدولي، قائلاً: “يجب على الدول أن تتعاون وتضع لوائح ومبادئ توجيهية واضحة فيما يتعلق باستخدام المسيرات الانتحارية في النزاعات المسلحة، لضمان حماية المدنيين والتخفيف من المخاطر التي تشكلها هذه الأسلحة”.
القدرات الحالية لفرق الدفاع المدني:
وأكد الحسان أن “فرق الدفاع المدني السوري تمتلك أدوات فعالة لتوثيق الهجمات، ولدينا الخبرة والتدريب اللازم، لكن طبيعة الهجمات تشكل عائقاً أمام الاستجابة والتوثيق. نسعى دائماً لتطوير أدواتنا لتكون قادرة على مواجهة التحديات”.
الدعم المطلوب من المجتمع الدولي:
واختتم الحسان حديثه بتوجيه نداء للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، قائلاً: “هناك حاجة ملحة لأن تتعاون الدول وتضع لوائح ومبادئ توجيهية واضحة فيما يتعلق باستخدام المسيرات الانتحارية في النزاعات المسلحة. يجب أن تضمن الدول امتثال إجراءاتها للالتزامات القانونية الدولية، للتخفيف من المخاطر ودعم حماية المدنيين”. وأكد الحسان أن “استجابة الخوذ البيضاء وتوثيقها للهجمات في شمال غرب سوريا تشير إلى أن استخدام النظام للأسلحة ذات المستويات العالية من الدقة لا يؤدي إلى انخفاض في الخسائر في صفوف المدنيين، بل على العكس، كان نهج خطير لاستهداف المدنيين بشكل ممنهج”.
ووثقت فرق “الدفاع المدني” عدة هجمات بالطائرات المسيرة في مناطق شمال غربي سوريا، حيث أشار الحسان إلى أن المدنيين، سواء كانوا ثابتين أو متحركين، هم الهدف الرئيسي لهذه الهجمات.
وأكد أن هذه الهجمات تتسبب في خلق حالة من الرعب والذعر بين السكان، مما يعيق قدرتهم على العمل والعيش بشكل طبيعي.
من ناحية أخرى، أشار الباحث نوار شعبان إلى أن نظام الأسد وحلفاءه يسعون من خلال استخدام الطائرات المسيرة إلى خلق أزمة جديدة تستهدف المدنيين والبنية التحتية الزراعية في شمال غربي سوريا. وأوضح أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى زيادة الضغط على المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية، مما يزيد من معاناة المدنيين ويعقد الوضع الإنساني في المنطقة.