تشهد مناطق سيطرة النظام السوري أزمة اقتصادية خانقة أدت إلى بطالة واسعة بين الشباب، مما دفع العديد منهم إلى البحث عن وسائل غير تقليدية لكسب الرزق.
وانتشرت بشكل كبير تطبيقات البث المباشر مثل “بيغو لايف” و”الآيمو” و”لايكي” بين الشباب السوري، كوسيلة لجني المال رغم التحذيرات من مخاطرها.
يتمكن مستخدمو هذه التطبيقات من تحقيق دخل يتراوح بين 150 و1200 دولار شهرياً، بناءً على ساعات البث والهدايا التي يتلقونها من المتابعين. ورغم ضعف البنية التحتية للإنترنت والكهرباء في سوريا، ما يؤثر على جودة البث، يستمر العديد من السوريين في استخدام هذه التطبيقات.
سمعة سيئة وتحذيرات أخلاقية
عند سؤال موقع تلفزيون سوريا حول مدى استخدام هذه التطبيقات بين الشباب الجامعي، أشار الكثير منهم إلى السمعة السيئة لهذه التطبيقات، إذ تُتهم بترويج الدعارة، مما يجعل مستخدميها يتجنبون الكشف عن هوياتهم.
يُعد “بيغو لايف” من أشهر هذه التطبيقات، حيث أُطلق في 2016 وانتشر في العالم العربي، خاصة في الخليج ومصر ولبنان وسوريا.
اقرأ أيضاً: صحيفة تركية: لقاء مرتقب بين أردوغان والأسد في أيلول
أثار التطبيق جدلاً واسعاً ومطالبات بمنعه، حيث اتُّهم بالترويج للدعارة. يعمل وكلاء التطبيق بشكل غير علني في استهداف الفتيات لتقديم محتوى مثير لجذب المشاهدين والحصول على الهدايا الافتراضية التي يمكن تحويلها إلى أموال.
استغلال وابتزاز
وأكد تقنيون أن بعض وكلاء التطبيق مرتبطون بالأجهزة الأمنية، ويبحثون عن فتيات وشباب ليصبحوا صناع محتوى. يُطلب من المتقدمين تقديم بياناتهم الشخصية وعدد ساعات البث اليومية الممكنة، مع توضيح ما سيجنونه من نقاط تتحول إلى أرباح.
كما أن العاملات يتعرضن للابتزاز، حيث يُهدَّدن بنشر مقاطع مصورة لهن إذا رفضن تنفيذ طلبات غير أخلاقية. تُسلم الأموال يدوياً في بعض المحافظات، ويُخصم 20% كعمولة للوكيل.
قصص واقعية وتحذيرات
وقالت م.أ طالبة جامعية: إن صديقة لها تورطت في العمل على هذه التطبيقات لبضعة أيام بسبب ضائقة مالية، لكنها تركت العمل سريعاً بسبب الطلبات غير اللائقة التي تلقتها. تخشى الفتيات من تسريب معلوماتهن الشخصية أو مقاطع مصورة لهن، مما يدفع الكثيرات للعمل بأجر زهيد خوفاً من الفضيحة.
ويتطلب قبول الفتيات معايير جمالية محددة، ما يفتح الباب لاستغلال كامل لهؤلاء السوريات.
ورغم عدم انتشار التطبيق بنفس درجة إنستغرام أو تيك توك، إلا أنه يلقى رواجاً كبيراً بين الشباب السوري بسبب الوعد بتحقيق أرباح مالية. يواجه المستخدمون، خاصة الفتيات، مخاطر الابتزاز والاستغلال في غياب أي رقابة في مناطق سيطرة النظام السوري.
في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، تتورط العديد من السوريات في هذه التطبيقات بحثاً عن مصدر دخل إضافي، غير مدركات للمخاطر الكبيرة التي قد تواجههن.