نضال الحمود
ظهر كثير من الفنون في الشمال السوري المحرر خلال سنوات الحرب، ورافقت الثورة السورية بجميع مراحلها منذ انطلاقتها، منها فن (الرسم) الذي عمل البعض من خلاله على توثيق معاناة الشعب السوري، والظلم الذي وقع عليه، وسرد حكايات القهر والفقد، كما عبّروا به عن تطلعاتهم وآمالهم في الحرية والنصر.
اقرأ أيضاً: روسيا تستعد للابتزاز والمساومة وليس لمعركة
بداية كل عمل خطوة، ولكل انطلاقة نقطة بداية، ونقطة الانطلاق لفريق (الأنامل الذهبية) كان شعور شباب عفرين بالمسؤولية تجاه بلدهم وإرادتهم بتزينها بأجمل منظر، فبدؤوا مهمتهم بتزين شوارع مدينتهم من خلال رسم الجداريات التي تُعنى بالسلام الأهلي بغية إزالة العبارات المسيئة المنتشرة في شوارعها.
يتميز الفريق بالمركز الأول في تدريب المواهب الشابة على فن الرسم، حيث يتم تدريب الفتيات من سن الثالثة عشرة إلى سن العشرين على يد متدربات مختصات في هذا المجال لتنمية مواهبهم، بينما يتم تدريب الأطفال ذكورًا وإناثًا دون سن الثانية عشرة عامًا على مختصين أيضًا.
أهداف مشروع تعليم مبادئ الرسم في عفرين
(زين العلي) 28 عامًا، مشرف مرسم الأنامل الذهبية يقول: “قمنا بمبادرة الرسم على الجدران بهدف إزالة العبارات المسيئة، والهدف الثاني والأهم تجميل وتزيين المدينة، والعمل على صنع طابع ثقافي فني لمدينة عفرين، إضافة إلى نشر ثقافة الرسم والفن في المدينة، إذ نقيم تدريبات للأطفال وللفتيات، واستهدفت المبادرة 14 طفلًا وشابة، الأطفال من سن السادسة حتى 12 عامًا والفتيات أعمارهنَّ تتراوح من 13عامًا حتى 20 عامًا.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
(مرسم الأنامل الذهبية) مكوَّن من رسَّامات مدرّبات، وعملنا عدة أنشطة، وسيتم التجهيز لمعرض فني سيضم ما يقارب 50 لوحة فنية.
عملنا في الفريق هو تطوعي، وتدريباتنا مجانية، تعليم الأطفال كان فكرة جيدة من قبل أعضاء في المرسم انطلقت لتلبية طلبات من الأهالي كانوا بصدد دمج أطفالهم بالمجال الفني وأيضًا التدريبات لتنمية قدرات الأطفال ولتحسين أدائهم وإخراجهم من أجواء الحرب.
(أسماء عبد الله حاجي) 23 عامًا، إحدى رسَّامات مرسم الأنامل الذهبية، وهي مدربة لمهارات الرسم في المرسم، وللحديث عن التدريب الذي يقدّمه المرسم تقول: “يتركز عملي على تدريب فئة الفتيات اللواتي يتراوح أعمارهنَّ من 13عامًا حتى 20 عامًا، وقمت بتدريب 14 فتاة، وتم إجراء اختبار نهائي للمتدربات ووضع سلم درجات لهنَّ.”
(نور الحسن) 25 عامًا، مدربة في مرسم الأنامل الذهبية تتحدث عن طبيعة عملها وتقول إنهم قاموا “بعدة نشاطات، منها الرسم على الجدران، وهم بالفريق اختاروا الرسومات التي تدفع الناس للتفاؤل، ورسم البسمة على وجوههم، ويقتصر عملهم على تدريب فئة الأطفال الذين هم أعمارهم تحت سن الثانية عشرة إلى سن السادسة.”
الطفل (علي إيبو) متدرب عمره 12عامًا، يتحدث عن انضمامه للنشاط: “انضممت إلى هذه المبادرة لكي أتعلم الرسم وكيفية رسم رسمات جميلة، ولدي هذه الموهبة من الصف الأول.”
أما الطفلة (فاطمة الاحمد) متدربة عمرها 17 عامًا تتحدث عن مشاركتها بقولها: “سمعت عن مرسم الأنامل الذهبية وعملهم الرائع وتعليمهم للرسم، وأنا أملك هذه الخبرة منذ الطفولة، ولأنني أمتلك شغفًا، أردت تطوير رسماتي وموهبتي، ليصبح لدي شيء أفضل.”