ذكرى السمر

غازي زعيب

ذابَ الوتينُ وما جفّت مآقينا
نبكي الغرامَ ونار الشُّوقِ تكوينا

نبكي حنيناً إذا ما الليلُ أدركنا
ساقٍ من الدهرِ كأسَ الوجد يسقينا

جيشٌ من الهمِّ يغزو قلبَ صاحبكم
يضني الحنايا بنارِ الفقدِ يذوينا

يا ويح روحي و أهداها الهوى أرقاً
أبلى الوجان ديامُ العينِ تشقينا

دائي هواي و ما يلقون لي عذُرُاً
هاتِ الدواء إذا ألفيتَ داوينا

بدرٌ إذا ظهرت شمسٌ لوِ ابتسمت
أسبت قلوبَاً بسهم الحسنِ ترمينا

في اسمها رونقٌ تضفيهِ رقتها
زهواً و تنمقةً ، نجماً ترعِّينا

طيفٌ حزينٌ وأحلامٌ محطمةٌ
ما ينفع الدمع إذ حلّت بلاوينا!

تقاذفتني بحار الغم في لججٍ
روحي بكفيَ لا أرض توارينا

أذيال غَادِرُنَا أحفادُ صهيونٍ
خرُّوا لساداتهم :طبتم و آمينا

باعوا فلسطين والأقصى فوا أسفي
ضمن الخطابات أهلُ القدس أهلونا

لكنْ اذا اشعلتْ نيرانُ ثورتنا
أدلوْا بدلوهِمُ نصراً لطاغينا

شامٌ وصنعاءُ بغدادٌ تعاتبنا
أين الجيوش الا فُكَّتْ أعانينا

أسرى معذبةٌ أجسامُهُم بليت
لكنَّ عهدهُمُ دوماً يقوِّينا

يا قاصداً حمص عرج نحو مسجدنا
سلّم على خالدٍ مضنٍ أعادينا

حييتِ يا بلد الأمجادِ من بلدٍ
يوماً سنأتيك آساداً مكرِّينا

لا بدَّ من غارةٍ نسقي العدوَّ بها
كأس الهوان و نبقيهم ذليلينا

مستعصمين بحبلِ الله خالقنا
ما خاب مستعصمٌ بالله بارينا

اقتباساتسعر سوريسورياشاعر سوريشعرغازي زعيبقصائد