عبد القادر العبدو
لطالما كان تأمين رغيف الخبز من أولى اهتمامات الناس على اختلاف مكوناتهم وثقافتهم، كونه القوت الأساسي لديهم، لذلك تسعى الحكومات والمؤسسات لأجل دعمه ومحاولة توفيره للجميع.
ومع الأسف فإن السوريين في مناطق سيطرة الأسد يعانون كثيرًا في الحصول على رغيف الخبز، حيث تستمر حكومة الأسد بعجزها عن توفير الخبز وضبط التلاعب بأسعاره وجودته، إذ ما تزال الطوابير أمام الأفران مستمرة بشكل يومي، وقد بلغ سعر ربطة الخبز المدعوم 950 ليرة سورية، و1500 للخبز السياحي، مع تخبط ملحوظ بإيجاد آلية مناسبة لحل أزمة الخبز في (حضن الوطن).
الخبز في المناطق المحررة:
إن كمية الخبز التي تريدها وفي أي وقت متوفرة ومتاحة للجميع بشكل سهل، بعيدًا عن شبيح يضرب بكرامة المنتظرين عرض الحائط، أو مسؤول متسلط يتجاوز الدور.
فعلى مدار الساعة تعمل معظم الأفران وبسطات الخبز في الشوارع والأزقة وبنفس سعر الأفران، للتخلص من ظاهرة الازدحام.
اقرأ أيضاً: جو بايدن.. أوباما+
(سامر الحلاق) نازح من ريف إدلب الجنوبي يعبِّر عن ارتياحه لتوفر الخبز في أي وقت وبجودة عالية وسعر مقبول مقارنةً بسعر صرف الليرة التركية، دون اللجوء للوقوف عدة ساعات للحصول على ربطة خبز واحدة، كما هو الحال في مناطق سيطرة النظام، وخاصة بعد تخصيص ربطة واحدة للأسرة عبر ما يسمى بالبطاقة الذكية.
رحلة الرغيف في المناطق المحررة من الألف إلى الياء
يشهد معبر (باب الهوى) الحدودي مع تركيا دخول عشرات الشاحنات المحملة بمادة الطحين إلى المناطق المحررة، لتوزيعها على الأفران البالغة عددها 300 فرن تقريبًا، وذلك بحسب (عبد الله أبو أحمد) صاحب أحد الأفران، الذي أضاف: “يدخل يوميًا ما يقارب 1500 طن من الطحين، بسعر يراوح بين 315 إلى330 دولار للطن الواحد، وينتج كل طن 1200ربطة خبز بوزن 850غرام للربطة الواحدة وعدد عشرة أرغفة وبسعر 2.5 تركية، وهذه الكمية تكفي وتزيد حاجة المحرر من الخبز والحمد لله.”
من جهته تحدث لنا (سعيد الباشا) الذي يعمل بأحد الأفران قائلاً: “يمر رغيف الخبز بخمس مراحل رئيسة هي باختصار: (العجانة، وبعدها القطاعة، ومن ثم الرقاقة، فالخمارة، وأخيرًا بيت النار.
ويشرف على كل مرحلة عمال مختصون، حبت يحتاج كل خط إنتاج لعشرة عمال تقريبًا.”
مديرية التموين في مدينة إدلب وريفها والدور الرقابي
(أحمد عبد الملك) مدير عام المؤسسة العامة لصناعة وتجارة الحبوب يوضح دور المديرة بقوله: “أصدرنا قانون ترخيص الأفران بالشهر الرابع من عام 2019، لتحديد سعر ووزن وعدد أرغفة للربطة الواحدة، عبر نشرة دورية تصدر بشكل نصف شهري، ونقوم بالتعاون مع مديرية التموين بدوريات ومراقبة متواصلة للتأكد من حسن سير العمل والتقيد بمضمون النشرة.”
اقرأ أيضاً: الرئيس الأمريكي جو بايدن يصدر قراراً خاصاً بالسوريين
وردًا على سؤالنا عن التسهيلات المقدمة لأصحاب الأفران أجاب (عبد الملك): ” تم إلغاء الضريبة الجمركية لدخول الطحين عبر المعابر الحدودية، وتقديم مادة المازوت بسعر أقل من سعر السوق للأخوة أصحاب الأفران بكميات وافرة كمخزون دائم لضمان استمرارية العمل، وحاليًا نقوم بتوزيع الطحين البلدي، من محصول القمح بسعر 280 دولار للطن الواحد وبكميات مناسبة.
وهناك أيضًا قانون تحديد الحد الأدنى لأجور العاملين في الأفران لمنع حالات الاستغلال.
كما تقوم مديرية الافران بتأمين أماكن مناسبة لإنشاء الأفران التي جلبها أصحابها من مناطق نزوحهم مؤخرًا، لضمان توزع جغرافي مناسب.”
الجدير بالذكر أن عدة منظمات وجهات تقوم بدعم الأفران، لتخفيض سعر ربطة الخبز، كما هو الحال في مدن (سلقين، وحارم) وبعض المناطق الأخرى، حيث تباع فيها الربطة بسعر1.75 تركية، وتوزيع الخبز المجاني، بكميات كبيرة على غالب مخيمات النزوح ولاسيما العشوائية منها.