رمضان المبارك ضيف على السوريين وأسعار المواد الغذائية ترتفع

عبد العزيز عنان

 

شهر رمضان المبارك شهر الصيام والصلاة والإنفاق والخيرات، شهر طالما حضَّر له السوريون واستقبلوه بحب متحضرين للعبادة وطقوسه الجميلة.

لكن هذا العام غابت العادات والطقوس الجميلة في شهر رمضان نظرًا للضائقة الاقتصادية التي تعصف بالسوريين، التي انعكست على تأمين حاجيات السحور والإفطار وتعليق فوانيس تدل على الفرح بقدوم الشهر الكريم.

الأهالي شمروا وتجهزوا للعبادة، لكن همَّ تأمين وجبة الإفطار بسبب الارتفاع الكبير بأسعار المواد الغذائية وعدم توفر دخل بقي هاجس يراودهم كل يوم .

لمتابعة الأخبار السياسية والمنوعة اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

إن معظم السوريين يعيشون تحت خط الفقر حسب الإحصائيات الدولية، ولا يستطيعون تأمين لقمة عيشهم بسبب تهجيرهم قسرًا من أراضيهم وأرزاقهم على يد نظام لا يعرف شفقة ولا رحمة، والجانب الآخر انعدام فرص العمل بسب انحسار المناطق المحررة وحصار الأهالي في منطقة جغرافية صغيرة.

 

أسعار نارية وأسواق خالية:

تجولت صحيفة (حبر)  بأحد أسواق إدلب لمشاهد ورصد الحالة الشرائية للأهالي، وراينا أن المحلات تكاد تخلو من الزبائن بسبب الأسعار الباهظة للمواد الغذائية التي كانت تعدُّ أساسية على موائد السوريين ولا يفكرون بانقطاعها أو عدم القدرة على شرائها.

التقينا أثناء جولتنا (بأحمد العبود) نازح من ريف إدلب الجنوبي ويقيم في مدينة إدلب ولديه خمسة أولاد ويعمل مدرس لغة إنجليزية، وعند سؤالنا له عن تجهيزاته لشهر رمضان قال: “أتجول في سوق الخضار والمواد الغذائية لشراء بعض الحاجيات الضرورية للشهر الفضيل من خضار وبعض الأمور الأساسية مع الاستغناء عن الكثير من المواد الأساسية التي كانت لا تفارق موائد الشهر الكريم من حلويات وعصائر وفواكه، حتى اللحمة نسيناها وسنستعيض عنها بالخضار.

اقرأ أيضاً: اعتماد المواطنين على الخبز هو سبب الأزمة!! مسؤول لدى النظام يبرر

موائد نباتية لارتفاع أسعار اللحوم:

معظم السوريين استغنوا عن أكل اللحوم الحمراء والبيضاء (فروج ولحمة غنم) بسبب ارتفاع أسعارها بشكل كبير، حيث تجاوز سعر لحمة الخروف في إدلب 50 ليرة تركية، أي ما يعادل 22 ألف ليرة سورية وسعر الفروج تجاوز 15 ليرة أي ما يعادل   9 آلاف ليرة سورية، هذه الأسعار تعدُّ مرتفعة جدًا قياسًا على الدخل الذي يكاد ينعدم لدى أغلب النازحين والمقيمين في المناطق المحررة، وحتى الخضروات التي بدأ السوريون بالتوجه إليها أمست اليوم حملًا ثقيلًا على كاهل السوريين في ظل عدم وجود رقابة على الأسعار من قبل الجهات المسيطرة في إدلب.

 

مساعدات إنسانية لا تسد الحاجة:

يقول (أبو عبد الرحمن) نازح من منطقة خان شيخون ويقيم في أحد مخيمات (دير حسان) ولديه محل تجاري يبيع فيه مواد غذائية: “إن استعدادات الأهالي لشهر رمضان ضعيفة جدًا وليست كما كل عام، قبل زيارة الشهر الكريم كنا نشهد حركة تجارية جيدة جدًا، ونبيع الكثير من البضائع الغذائية، أما اليوم الوضع اختلف كثيرًا عن سابقه، فمعظم الأهالي يتنظرون السلة الشهرية من المنظمة التي لا تكفي موادها عائلة صغيرة، ومعظم محتويات السلة من البضائع الرديئة، ولم تعد تنفع العائلة سوى بعض المواد مثل زيت القلي والسكر أما ما تبقى من مواد فإن الأهالي يستبدلونها ببعض المواد اللازمة.”

يأتي شهر رمضان الكريم في ظل أزمة اقتصادية ووضع صعب وكارثي يعيشه السوريون في المحرر ومناطق سيطرة نظام الأسد، لكن ذلك لم ينل من عزيمتهم في العبادة والتضرع إلى الله في صلاة التراويح بتفريج الهم والكرب والعودة إلى الديار بعد طول تهجير وفراق، وتفريج الواقع الاقتصادية ونيل الحرية.

إدلبارتفاع الأسعار في رمضانرمضان في سورياسورياعبد العزيز عنان