كشفت وسائل إعلام عن لقاءات سرية عقدت في العاصمة السورية دمشق قبل توجه الوفود المشاركة في جلسات اللجنة الدستورية الخامسة. حيث حاك فيه المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا (ألكسندر لافرينتييف) شكل الثوب الذي سيرتديه بشار الأسد دون ممانعة ومقاومة.
وبحسب المعلومات المتداولة فإن زيارة لافرينتييف وضباط كبار إلى دمشق حملت الكثير في جعبتها كأعمال اللجنة الدستورية والتنسيق العسكري والاقتصادي مع موسكو.
ألكسندر لافرينتييف وتفاهمات إدلب:
وكشف المبعوث الروسي في محادثات مع مسؤولين إقليمين وغربيين أن أبرز النقاط التي أرادت موسكو إلزام بشار الأسد بها ملف إدلب.
حيث تولي موسكو في هذه المرحلة لتثبيت اتفاق إدلب مع تركيا أهمية قصوى خاصة مع وصول إدارة جديدة للبيت الأبيض لم تكشف عن كامل نواياها في سوريا بعد.
ألكسندر يبحث التهدئة الشاملة في البلاد:
كما ركز مبعوث بوتين على قضايا مهمة جدًا لموسكو في الوقت الراهن قبيل الانتخابات المزمع إجرائها بعد قرابة شهرين من الآن، وهي ملفات الجنوب السوري المتمثلة في توتر المشهد العسكري في درعا ، وأيضًا السويداء التي تشهد حراكًا شعبيًا وسياسًا ضد الأسد.
اقرأ أيضاً: اتفاق بين قسد والأسد بفك الحصار عن المربع الأمني بالحسكة بوساطة روسية
وأهم ملف مناطق سيطرة قوات سورية الديموقراطية (قسد) وما حدث مؤخرًا من تطويق لمقرات حكومة النظام الأمنية في الحسكة والقامشلي التي من شأنها زعزعة أي عملية انتخابية تطمح موسكو لتمريرها، وتدخل موسكو كوسيط بيت قسد والأسد.
لماذا رافق لافرينتييف ضباط من الجيش الروسي؟
موسكو سعت بتدخلها العسكري في سورية لفرض واقع يضمن مصالحها المستقبلية، فهي لا تستطيع إبقاء جيشها طويلاً في البلاد لتداعيات إقتصادية.
لذا حرص الجنرالات المرافقين للمبعوث الروسي على رسم خطوات للتهدئة في طفس جنوب درعا منعت حتى الآن اقتحامها وتأجيج التوتر العسكري وتوسعت رقعته في درعا.
وأيضًا أرادت الإشراف على ضباط الأسد في السويداء بعد أن خرج الحراك الشعبي للعلن بإهانة رئيس فرع الأمن العسكري (لؤي العلي) لزعيم الدروزر الروحي (بهجت الهجري)، التي انتهت بإقالة العلي وتعيين العميد أيمن محمد بديلاً له واعتذار من بشار الأسد شخصيًا للطائفة الدرزية.
اقرأ أيضاً: متبرعون يقدمون لطفلة سورية الدواء الأغلى في العالم
وأبرز تدخلات الضباط الروس كانت واضحة في مناطق قسد بنزع فتيل الحرب معها وإنهاء الحصار على المربع الأمني لنظام الأسد في الحسكة والقامشلي.
وبهذا سمح الكرملين بتثبيت الوضع الراهن في شمال شرق سورية ملغيًا أي ذريعة لتركيا تخولها التدخل لمنع تمدد قسد قبيل الانتخابات وخلق واقع جديد.
الجدير بالذكر أنه رغم مساعي موسكو في تهدئة الصراع الداخلي في سورية، إلا أنها اصطدمت بمماطلة وفد النظام السوري في جنيف، مما أجبر موسكو على الخروج ببيان ختامي متوافق مع ضامني مسار آستانة (تركيا وإيران)، يطالب باستمرار أعمال اللجنة الدستورية، فهو الخيار الأفضل من تطبيق قرار مجلس الأمن 2254 أو تتدخل إدارة بايدن وتدعم حلفاءها الأكراد وتشرع وجودهم السياسي كبديل للأسد .