روسيا… سبعة أعوام على التدخل العسكري أنهكت السوريين والمجتمع الدولي صامت

عبد الحميد حاج محمد

 

 

 

يصادف اليوم الجمعة 30 أيلول الذكرى الثامنة على التدخل العسكري الروسي في سورية إلى جانب نظام الأسد، والذي أنقذ نظام الأسد من السقوط وثبته في السلطة، وشجعه على ارتكاب المزيد من الانتهاكات بحق السوريين.

 

وفي 30 أيلول 2015 أعلنت روسيا تدخلها العسكري في سورية، بعد تقديم الدعم لنظام الأسد بشتى الوسائل العسكرية والسياسية منذ انطلاق الثورة السورية.

 

ارتكبت روسيا منذ تدخلها العسكري في سورية عشرات المجازر بحق السوريين، وشنت طائراتها آلاف الغارات الجوية التي أحدثت موجة تهجير واسعة، وأحدثت عمليات تغيير ديموغرافي في سورية.

 

وقال الدفاع المدني السوري: “سبع سنوات مرت على إعلان روسيا أولى هجماتها المباشرة لدعم نظام الأسد في حربه على السوريين، لم يكن التدخل العسكري الروسي المباشر في 30 أيلول عام 2015 مجرد دعم عسكري لحليف، بل كان عدواناً على سورية وتدميراً لبنيتها التحتية ومحاولة لإجهاض مشروع التغيير فيها”.

 

ولم تكتف روسيا بمساندة نظام الأسد عسكرياً، بل واصلت حربها، حتى أنها عرقلت وعطلت الحل السياسي في سورية، وأفردت الملف السوري ضمن مسار يتبع لسطوتها تحت اسم مسار أستانة التي تتحكم فيها على قياسها.

 

أبرز الانتهاكات الروسية في سورية:

واليوم الجمعة أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً ترصد فيه أبرز الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الروسية في سورية منذ تدخلها العسكري في العام 2015.

 

وبحسب الشبكة فإن القوات الروسية تسببت  بمقتل 6943 مدنياً بينهم 2044 طفلاً و977 سيدة، وما لا يقل عن 360 مجزرة، وأظهر تحليل البيانات أن العام الأول للتدخل الروسي قد شهد الحصيلة الأعلى من الضحايا، فيما شهدت محافظة حلب الحصيلة الأعلى من الضحايا (قرابة 41 %) بين المحافظات السورية، تلتها إدلب (38%).

 

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 70 من الكوادر الطبية، بينهم 12 سيدة، إضافة إلى مقتل 44 من كوادر الدفاع المدني، إضافة إلى مقتل 24 من الكوادر الإعلامية على يد القوات الروسية.

 

وارتكبت القوات الروسية منذ تدخلها العسكري حتى 30/ أيلول/ 2022 ما لا يقل عن 1243 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنيَّة، بينها 223 مدرسة، و207 منشأة طبية، و60 سوق، وأكثر من  237 هجوماً بذخائر عنقودية، إضافةً إلى ما لا يقل عن 125 هجوماً بأسلحة حارقة.

 

وكان للقصف الروسي على المناطق المأهولة بالمدنيين دور كبير في حركة النزوح والتشريد القسري، وساهمت هجماتها في تشريد قرابة 4.8 مليون سوري.

 

الائتلاف يطالب بإخراج روسيا من سورية

 

من جانبه أكد الائتلاف الوطني السوري في بيان له، أن المنهج العدواني الذي اتبعته روسيا بجانب نظام الأسد يقوم على سياسة الأرض المحروقة التي شملت قصف المدن والبلدات والمخيمات والمدارس والمشافي والبنى التحتية في المناطق المحررة بجميع أنواع الأسلحة.

 

وأكد الائتلاف أن الدور الروسي في سورية منذ 2011 كان في خدمة نظام الأسد لا الشعب السوري، وتجلى ذلك في تقديم كامل الدعم لنظام الأسد سياسياً وعسكرياً، يضاف إلى ذلك الابتزاز الذي تمارسه روسيا في ملف المساعدات الإنسانية لتحصيل مكاسب سياسية لصالح نظام الأسد.

 

 

ووجه الائتلاف دعوات إلى المجتمع الدولي لإيجاد آلية دولية لإخراج القوات الروسية من سورية وإقصائها مع حليفها (نظام الأسد) من المحافل الدولية كافة، وعدم تسخير أي منبر لهم في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

 

منسقو الاستجابة: تدخل روسيا غير شرعي

 

وقال منسقو استجابة سورية: إن روسيا اتخذت قرارها بالمضي في التدخل العسكري المباشر لسورية، واستهداف المدنيين وأماكن تجمعاتهم في محاولة منها لدعم النظام السوري، واستكمال مخططها مع إيران في السيطرة على الأراضي السورية.

 

وأكد الفريق أن التدخل العسكري في سورية يخالف الفقرة الرابعة من المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة في عدم جواز استعمال القوة في العلاقات الدولية، كما يخالف المادة الرابعة والعشرين والتي توجب على روسيا الحفاظ على السلم والأمن الدوليين كونها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن.

 

ويخالف بحسب الفريق  المادة الحادية والخمسين التي أجازت للدول استخدام القوة في الدفاع عن النفس، ولا يوجد أي حدود برية بين روسيا وسورية، ولا توجد حالة اعتداء من السوريين على روسيا، وهذا لا يجيز لها التذرع بحالة الدفاع عن النفس.

 

 

وشدد منسقو الاستجابة أنه لا يمكن إجراء أي عملية سياسية تخص الشأن السوري، قبل إشراك جميع مكونات الشعب السوري دون استثناء وإيقاف التدخل الروسي في سورية، مؤكداً على ضرورة تحمل المجتمع الدولي والأمم المتحدة مسؤوليتها اتجاه المدنيين في سورية، وضرورة العمل على إنهاء التدخل العسكري الروسي في سورية، والعمل على التمهيد لعملية سياسية حقيقية تضمن حقوق ومتطلبات الشعب السوري بشكل كامل.

 

 

روسيا والثورة إلى أين؟

وفي التزامن مع الذكرى الثامنة للتدخل الروسي في سورية، شنت مقاتلات حربية روسية غارات جوية على قرى جبل الزاوية جنوبي إدلب صباح اليوم الجمعة، في تأكيد واضح من روسيا على استمرار انتهاكاتها بحق السوريين.

 

وليس هذا وحسب بل اختصرت روسيا وسط صمت المجتمع الدولي الملف السوري، بمسار خاضع لسيطرتها (أستانة)، والتي ترعاه إلى جانب كل من تركيا وإيران، وهذا المسار الذي تدعي روسيا الحفاظ عليه، تواصل نقض بنوده، رغم أنه مسار عاد بالضرر على الثورة السورية وحصرها في المناطق الحدودية.

 

بالرغم من تأكيد روسيا على بنود مسار أستانة، إلا أنها تواصل استهداف المناطق الآمنة والمدنيين في شمال سورية، كان آخرها أربع غارات جوية على أطراف قرية الرويحة جنوبي إدلب، وقبل أيام شنت ثماني غارات على منطقة كلبيت المكتظة بالمخيمات شمالي إدلب.

 

وتواصل روسيا عبر مختلف الطرق مساندة نظام الأسد، حتى أنها عطلت العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة في سورية، وخصوصاً القرار 2254، وحصرته باللجنة الدستورية السورية التي مضى على تشكيلها أكثر من 3 سنوات ولم تتفق الوفود على سطر واحد في الدستور السوري.

 

كما أن روسيا مؤخراً انقلبت على اللجنة الدستورية وعطلت أعمالها، ليبقى الملف السياسي السوري شاغراً، دون أي تحرك أو تقدم خلال سنوات مضت، ودفعت المبعوث الأممي غير بيدرسون إلى إقرار مقاربة خطوة مقابل خطوة، والتي لا تزال مبهمة لدى المعارضة السورية، وهي خطوة انقلابية على القرار 2254، وتعطيل لباقي السلال التي يتضمنها القرار الصادر عن مجلس الأمن نهاية العام 2015.

 

وعلى مدار 7 سنوات ماضية ارتكبت روسيا أفظع الممارسات بحق السوريين، ولم يستطع المجتمع الدولي أن يحرك ساكناً، أو يضع حداً لإجرام المنظومة الروسية التي أنهكت السوريين وجعلتهم مهجرين أو نازحين في خيام بالية.

إيرانالتدخل الروسيالتدخل العسكري في سوريةتركياروسياسورياعبد الحميد حاج محمد