في ظل تزايد الاهتمام بالزراعات البديلة في المناطق الريفية السورية، تتصدر زراعة الزعفران قائمة المحاصيل الواعدة التي تحمل في طياتها إمكانيات اقتصادية هائلة. وفقاً للخبير الزراعي الأستاذ صالح أبو أمين، الذي يعد مرجعاً في هذا المجال، تتطلب زراعة الزعفران اهتماماً دقيقاً وخبرة عملية لضمان تحقيق الإنتاجية المثلى والمحافظة على جودة المحصول.
زراعة الزعفران: البداية والاستدامة
يشير الأستاذ صالح إلى أن زراعة الزعفران تبدأ بزراعة 150 كغ من البصيلات في مساحة تقدر بدونم واحد (1000 متر مربع)، ومع العناية اللازمة، يمكن لهذه البصيلات أن تتضاعف بشكل ملحوظ خلال السنوات التالية. حيث يمكن للمزارع أن يحصد حوالي 30 غراماً من مياسم الزعفران و650 كغ من البصيلات في السنة الأولى فقط. ويزداد العائد بشكل كبير في السنوات التالية حتى يصل إلى 15 كيلوغراماً من مياسم الزعفران في السنة الثامنة.
التحديات والإدارة الزراعية
أكد الأستاذ صالح على أهمية إدارة الأرض بعناية، حيث ينصح بسقاية الأرض بشكل مدروس عند ظهور الأعشاب بكثرة، وذلك لتجنب استخدامها في مواد كيميائية مثل التريفلان. كما يشدد على ضرورة إعداد التربة بشكل صحيح قبل بدء الزراعة، من خلال وضع السماد العضوي قبل الفلاحة الأولى.
كما تطرق الأستاذ صالح إلى أهمية العناية بالمحصول من خلال الوقاية من الأمراض والحشرات. ويشمل ذلك رش مبيدات مثل التريفلان لمنع نمو الأعشاب قبل زراعة الأبصال، واستخدام مبيدات أخرى مثل ديازنون لمكافحة الآفات التي قد تضر بنمو المحصول.
اقرأ أيضاً: صحيفة حبر تحقق الجائزة الأولى للصحافة الأخلاقية في سورية
الري والحصاد: تحقيق التوازن
فيما يتعلق بالري، أوضح الأستاذ صالح أن الزعفران لا يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، حيث أن أول سقية بعد الزراعة تكون مروية جيداً، بينما يقل الري تدريجياً بعد ذلك. وخلال فصل الشتاء، لا يحتاج الزعفران إلى الري إلا في حالات نادرة جداً. ومع دخول الربيع، يمكن أن يحتاج المحصول إلى سقية واحدة أو اثنتين حسب الظروف المناخية.
وعن عملية الحصاد، يشرح الأستاذ صالح أن قلع الأبصال يجب أن يتم بعناية فائقة بين الشهر الخامس وبداية الشهر التاسع، حيث يمكن تخزينها في مكان بارد وجاف بعيداً عن الشمس والرطوبة العالية لمدة تصل إلى خمسة أشهر.
الفوائد الاقتصادية وتسويق الزعفران
يعتبر الزعفران من المحاصيل ذات القيمة الاقتصادية العالية، ويشير الأستاذ صالح إلى أن تسويقه يمكن أن يتم بنجاح على المستويين المحلي والعالمي، خاصة مع ازدياد الطلب عليه. ويوضح أن زراعة الزعفران ليست مجرد نشاط زراعي، بل هي ثروة مستدامة يمكن أن تحقق مردوداً مالياً كبيراً مع مرور الوقت.
ويعد الزعفران من المحاصيل الواعدة في الزراعة البديلة، ولكن نجاحه يتطلب إدارة دقيقة ورعاية مستمرة. بفضل جهود وتوجيهات خبراء يمكن لهذه الزراعة أن تصبح مصدر دخل مستدام للمزارعين في المناطق الريفية، مع تحقيق فوائد اقتصادية كبيرة على المدى الطويل.