زيارة إلى مركز الحجر الصحي لمرضى كورونا بمدينة إدلب

بشرى اليوسف  

 

تبذل منظمة الصحة العالمية  جهودًا كبيرة في مواجهة جائحة كورونا حول العالم، وتسعى للتنسيق بين الجهات المختلفة من مانحين وداعمين وجهات فاعلة على الأرض.
ومع ازدياد حالات كورونا في الشمال السوري افتُتِحت العديد من مراكز الحجر الصحي في (إدلب، وأريحا، وكفرتخاريم).

صحيفة حبر زارت أحد مراكز العزل الصحي التابع لمنظمة “بنفسج” في مدينة إدلب والتقينا الدكتور (براء الزير) للتعرف على أقسام المركز وآلية العمل فيه، حيث أوضح أن “المركز فيه ثلاثة أقسام رئيسة : (القسم الأول) المنطقة الخضراء مؤلفة من أربع غرف، واحدة للإدارة، واثنتان للكوادر، وواحدة لاستراحة فريق التدخل السريع أو الإسعافي.

الطابق الثالث ويضم منطقتين: المنطقة البرتقالية أو الصفراء، وفيها المستودع وغرفة استقبال المرضى، وغرفة انتظار ذكور وإناث، وفيها غرفة استراحة الكوادر المناوبة بالمنطقة الحمراء.

المنطقة الحمراء: وهي قسم العزل مؤلفة من قسمين: القسم المؤكد وهوة قسم داخلي، وقسم الشك وهو قسم خارجي بعد المنطقة الحمراء.”

وعن الهدف من إنشاء قسم الشك، أوضح الدكتور براء أنه لأجل حجر الحالات التي أخذت مسحات وتنتظر النتيجة.

 

وأضاف: “هؤلاء لا يمكننا أن ندخلهم المنطقة المُؤكَّدة؛ فربما يكونوا سلبيين ثم يصابوا بالعدوة ويصبحوا إيجابيين إذا أدخلناهم قبل أن نتأكد من المسحة.”

مركز الحجر لديه قدر استيعابية للمرضى تصل إلى خمسين مريضًا، إذ ثمَّة في المركز خمسين سريرًا مجهزًا، بحسب الدكتور براء.

وعن المرضى الذين يُستَقبلون في المركز وآلية العمل والكادر، أوضح أنه “يتم استقبال حالات معينة، أي الحالات التي تحتاج رعاية طبية فائقة، وإذا كان المريض يفضل أن يكون الحجر منزليًا لا مانع لدينا، لكن عليه توقيع تعهد لنا بالحجر المنزلي ونقوم بإعطائه وصفة طبية ونتابع حالته في المنزل.

والمركز يقدم خدمة طبية متوسطة وخفيفة، وفيه 75 شخصًا موجودًا في المركز وهم من فريق العناية بالمرضى مثل التعقيم وغيره، وإعطاء الإجراءات اللازمة، و25 ممرضًا يقومون بالمناوبات على المرضى، بالإضافة إلى ثلاثة أطباء.

وعندنا ثلاث وجبات يومية، ولزوم دوائي، وتبديل دائم للأسِرة كون المركز وبائي، ونحن نتابع موضوع أحكام النظافة.”

وأكد الدكتور (براء) أن “الداعم هي المنظمة، ويوجد اتفاقيات بين منظمة (بنفسج) ومنظمة الصحة العالمية، والمشروع هذا بإشراف مباشر مع الصحة العالمية، ولنا علاقات جيدة مع مديرية الصحة.”

 

ضغوطات ومشكلات يواجهها الكادر في المركز

التقينا (محمد العمر) أحد المشرفين في المركز، حيث حدثنا عن بعض المشاكل التي يواجهونها، بقوله: “المشاكل بشكل عام محصورة بالأهالي، فمثلًا جاء شاب إلى المركز وأراد أن يدخل إلى المنطقة الحمراء (المنطقة الخطيرة)، وعندما حذرناه ومنعناه بدأ بالصراخ، إلى أن جاء المدير وقام بتهدئته وإقناعه بعدم دخوله، وكان إصرار الشاب على دخول المركز، إلى المنطقة الحمراء عن سابق جهل.”

وتابع قائلاً: “وفي أغلب الأحيان الأهالي لا يريدون الحجر في المركز خاصة حجر الفتيات، ولهذا الأمر قمنا بتخييرهم بين الحجر في المركز أو الحجر المنزلي، ونقوم بتوقيع تعهد ينصّ على الالتزام بالحجر المنزلي.”

وعن الدوام يوضح (العمر): “الدوام على شكل مناوبات، نقوم بالمناوبة لمدة يومين نتعب ونتحمل الضغوطات فيها، لكن نستريح بعدها أربعة أيام، ثم نعود إلى العمل بارتياح، لذلك يكون الأمر عاديًا ونتقبل أي شيء، ولا يحصل تقصير نهائيًا.”

يُذكر أن عدد الحالات المُسجلة في مناطق الشمال الخاضعة لسيطرة الثوَّار هي أكثر من 19 ألف إصابة (بكورونا)، وعدد الوفيات الكلية 293.

 

 

إدلببشرى اليوسفسورياكورونامركز الحجر الصحي