في خطوة تعيد رسم معالم المواجهة في الشمال السوري، استعادت فصائل الثورة السورية، اليوم الجمعة، السيطرة على مدينة سراقب الاستراتيجية شرقي إدلب، ضمن معركة “ردع العدوان”، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام السوري.
نصر ميداني كبير
أعلنت “إدارة العمليات العسكرية” التابعة لفصائل الثورة في بيان لها: “العدو ينسحب من مدينة سراقب تحت ضربات قواتنا بعد اشتباكات شرسة داخل المدينة. سنواصل الدفاع عن أرضنا حتى دحر المحتل والقوى الداعمة له.”
تمثل استعادة السيطرة على سراقب انتصارًا استراتيجيًا كبيرًا، إذ تُعد المدينة عقدة وصل رئيسية بين الطريقين الدوليين دمشق – حلب (M5) وحلب – اللاذقية (M4)، مما يعيد للمعارضة نفوذها على محور حيوي يشكل شريانًا اقتصاديًا وعسكريًا لسوريا.
أهمية المدينة ومعركتها
سيطرت قوات النظام السوري على سراقب في أوائل عام 2020، بعد حملة عسكرية بدعم روسي تمكنت خلالها من اجتياح مناطق واسعة في إدلب وحلب وحماة، بما فيها مدن استراتيجية كخان شيخون ومعرة النعمان.
منذ ذلك الحين، استخدم النظام وحلفاؤه المدينة لتعزيز وجودهم العسكري ولتأمين الطريق الدولي M5 الذي يربط الشمال بالجنوب السوري.
اقرأ أيضاً: “تشديد العقوبات على مخالفات الاتصالات في مناطق الأسد
إلا أن اليوم، وبدعم من التلال الحاكمة المحيطة، نجحت العسكرية الثورية في عزل المدينة وقطع طريق دمشق – حلب الحيوي، مما يعطل حركة النظام اللوجستية والتجارية ويضيق الخناق على قواته في شمال سوريا.
M5 وM4: شرايين الصراع
M5 (دمشق – حلب): يُعتبر الطريق شريان الحياة للنظام، وهدفًا استراتيجيًا منذ اندلاع الثورة. معركة سراقب تعيد المعادلة إلى نقطة الصفر، وتفتح الباب أمام شلّ الحركة بين مناطق النظام.
M4 (حلب – اللاذقية):
جزء كبير منه ما زال بيد الفصائل الثورية، مع محاولات متكررة من النظام بدعم روسي للسيطرة عليه. الاتفاقيات الروسية-التركية بشأن هذا الطريق بقيت مجمدة، ولم يتم تنفيذ الممر الأمني المتفق عليه منذ 2020.
رسائل سياسية وعسكرية
تمثل استعادة سراقب رسالة واضحة بأن فصائل الثورة السورية لا تزال قادرة على تغيير المعادلة العسكرية على الأرض، رغم كل التحديات. كما أنها تكشف هشاشة النظام وقواته، رغم الدعم الروسي والإيراني والكثير من الميليشيات
مع هذا التقدم، تبدو الفصائل الثورية أقرب من أي وقت مضى لإعادة فرض نفسها كلاعب أساسي على الساحة السورية، ما يضع ملف إدلب على رأس الأولويات الإقليمية والدولية مجددًا.