دمشق تتجمد.. الأهالي يروون لحبر معاناتهم بلا وقود بسبب نهب النظام

بقلم: عبد الملك قرة محمد

يعاني سكان مدينة دمشق من صعوبة كبيرة في تأمين وسائل تدفئة تقيهم من برد الشتاء في وقت تشهد مناطق سيطرة نظام الأسد أزمة محروقات خانقة وغلاء هائلاً في أسعارها، يعد من بين الأعلى عربياً وما تزال الليرة السورية تشهد انهياراً دراماتيكياً أمام الدولار.

لا مازوت على البطاقة الذكية

واشتكى عدد من سكان مدينة دمشق لصحيفة حبر من صعوبة تأمين وسائل التدفئة في ظل ندرة المحروقات وصعوبة تأمينها عن طريق البطاقة الذكية.

وذكر الأستاذ (إبراهيم ا.) في حوار مع صحيفة حبر عبر تطبيق الواتساب أن هذا هو الشتاء الثاني الذي يمر عليه دون الحصول على مخصصاته لأن هناك جهات تستولي وتسرق الكميات المخصصة للتوزيع على المدنيين لبيعها بأسعار غالية جداً في السوق السوداء.

اقرأ أيضاً: الإسلامي السوري يرفض العقد الاجتماعي الذي أصدرته قسد

من ناحية أخرى، ذكر المدني (محمد س) لصحيفة حبر التي تواصلت معه عبر الواتساب وطلب عدم الإفصاح عن اسمه لأسباب أمنية أن الأشخاص الذين لا يحتاجون إلى المازوت يقومون ببيع حصصهم المدعومة بأسعار معينة، لتخفيف العبء المالي عنهم.

وأضاف أن الكثيرين نسوا المازوت تماماً ويعتمدون على الحطب ومخلفات النجارة لتدفئة منازلهم.

تجدر الإشارة إلى أنّ كمية الوقود المخصصة للعوائل ستبلغ 200 لتر للعائلة التي لديها بطاقات ذكية، على أن توزع هذه الكميات على أربع دفعات، لكن بعد توزيع الدفعة الأولى البالغة 50 لتراً، لم تحصل إلا 30 في المائة من العوائل على الدفعة الثانية. وفي عام 2022، خفضت الكمية إلى 100 لتر، على أن توزع على دفعتين، وهي ذات الكميات المعتمدة في العام الحالي.

سكان مشروع دمر يموتون برداً

وتواصلت صحيفة حبر واتساب مع مجموعة من سكان دمر (ضاحية الشام الجديدة) الذين أكدوا أن حالة السكان مأساوية في ظل غياب أي وسيلة للتدفئة.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

وقال أحمد: إن كل السوريين يلزمهم دعم تدفئة خلال فصل الشتاء وانا بدمشق وعم نرجف من البرد.

وأضاف أنا مقيم بضاحية الشام الجديدة  مشروع دمر والتدفئة بالمشروع مركزية لكنها لا تعمل ومن أين سيأتي المازوت لمن يملك مدفأة.

ويزعم نظام الأسد أن كميات الوقود الموزعة بلغت نحو 7 ملايين ونصف المليون لتر، وحصلت 150 ألف عائلة من أصل 750 ألفاً على مخصصاتها عبر البطاقة الذكية في ريف دمشق.

وذكر عمران سلاخو مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك: شملت عمليات التوزيع مناطق القلمون ويبرود وعسال الورد وغيرها.

وسائل بديلة

ويلجأ البعض إلى وسائل بديلة للتدفئة تشمل إشعال الثياب والبلاستيك، وحتى حرق القمامة.

وتقول سيدة اضطرت للبقاء في الغوطة الشرقية بعد مغادرة الثوار منها: إن الفقر والغنى أصبحا متساوين في وجه هذه الأزمة، مشيرة إلى أن العائلات لا تتمكن من شراء المازوت أو الحطب، مما دفع بعضهم إلى استخدام الأغطية فقط لحماية أطفالهم من البرد.

وأضافت أن الناس يعتمدون على النوم الباكر لتوفير الطعام ووسائل التدفئة، وأنهم يقومون بتنويم أطفالهم لمدة تصل إلى 12 ساعة لتجنب الضغوط والتكاليف الإضافية.

وذكرت تقارير معارضة أن السكان يستخدمون كل شيء ممكن للحرق في المدافئ، بما في ذلك البلاستيك والنايلون وحتى الأحذية المهترئة، ما يؤدي إلى أخطار صحية نتيجة للروائح الضارة.

وفي تقرير له نقل موقع صوت العاصمة المعارض عن سيدة قولها: إن المازوت أصبحت عملة نادرة ومتاحة بصعوبة، مشيرة إلى أن مدفأة الحطب، التي كانت تعتبر سابقاً موضوعاً للسخرية، أصبحت حلماً، حيث يعاني الأطفال من البرد وسط صعوبة توفير وسائل التدفئة.

أخبار سوريابرد الشتاءدمسقسورياوسائل تدفئة