أفاد متعاملون أوروبيون، اليوم الثلاثاء، بأن المؤسسة العامة السورية للحبوب أتمّت صفقة شراء كمية غير محددة من قمح الطحين اللين عبر مناقصة دولية، كانت قد طرحتها لشراء 100 ألف طن، دون الكشف عن تفاصيل التعاقد أو الكمية الدقيقة المتفق عليها حتى الآن.
ونقلت وكالة “رويترز” عن أحد المتعاملين قوله إن “عملية الشراء تمت بالفعل، لكن لم يُحدد بعد حجم الشحنة”، مشيرًا إلى أن “عروض التوريد قُدمت من شركات في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأسود، رغم الضبابية التي تكتنف النظام المالي في سوريا بعد تغيير الحكومة”.
اقرأ أيضاً: وزارة الكهرباء تعلن عن خطط لزيادة التغذية الكهربائية وتطوير…
وكان الموعد النهائي لتقديم العروض قد حُدد في العاشر من آذار الحالي، وأبلغت المؤسسة العامة للحبوب المتعاملين بأنها ستتخذ قرارها خلال 15 يومًا من إغلاق باب العروض، إلا أن المتعاملين أفادوا في العشرين من الشهر الجاري بأن عروض الأسعار “لا تزال قيد الدراسة”، ما أضاف غموضًا حول توقيت اتخاذ القرار النهائي.
أول صفقة كبرى منذ تغيير السلطة
تُعد هذه المناقصة، وفقًا لمصادر تجارية، “أول عملية شراء كبيرة من قبل المؤسسة العامة للحبوب منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي”، وهو ما يعكس تحولات في سياسات الاستيراد، خاصة أن المؤسسة أعلنت في وثائق المناقصة قبولها توريد القمح من مناشئ اختيارية، مع الدفع بالدولار الأمريكي، على خلاف السياسات السابقة التي كانت تُصر على الدفع باليورو.
وبحسب شروط المناقصة، فإن الشحنات يجب أن تصل خلال 30 يومًا من تاريخ التعاقد، على أن تُدفع 80% من المستحقات عند الاستلام، بينما يتم سداد 20% المتبقية بعد 15 يومًا.
يُذكر أن قطاع استيراد القمح يُعد حيويًا لسوريا في ظل التحديات الاقتصادية والمالية التي تواجهها البلاد، وسط محاولات الحكومة الجديدة لإعادة تنظيم التجارة الخارجية وتعزيز مخزون القمح لضمان استقرار الإمدادات الغذائية.