في إطار الجهود الرامية إلى إنقاذ القطاع الصحي في سوريا من حالة التدهور التي يعاني منها، عقد القائم بأعمال وزارة الصحة، الدكتور ماهر الشرع، اجتماعًا موسعًا في مبنى الوزارة بدمشق مع وفد من وزارة الخارجية الفرنسية ووكالة “خبرة فرنسا”، وذلك لمناقشة سبل التعاون المشترك في المجال الصحي وتعزيز جودة الخدمات الطبية.
أزمة القطاع الصحي والحاجة إلى دعم دولي
خلال اللقاء، أكد الدكتور الشرع أن القطاع الصحي السوري يواجه تحديات كبيرة، وهو بحاجة ماسة إلى دعم شامل لإعادة تأهيله وتوفير الاحتياجات الأساسية التي يفتقر إليها. وأوضح أن التنسيق مع الدول الصديقة والمنظمات الدولية يُعدّ خطوة ضرورية لضمان استمرارية الخدمات الصحية وتحسين جودتها، مشددًا على ضرورة وضع خطط واضحة وفق الأولويات الملحّة.
نحو إعادة الإعمار والتطوير الطبي
ناقش الجانبان العقبات التي تعرقل تطور النظام الصحي في البلاد، وسبل تجاوزها من خلال تعزيز التعاون في مجالات متعددة، بما في ذلك إعادة تأهيل البنية التحتية للمنشآت الطبية، وترميم المستشفيات والمراكز الصحية المتضررة، وتوفير الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة، إلى جانب تدريب الكوادر الصحية وتبادل الخبرات للارتقاء بمستوى الكفاءات الطبية.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تدعو لضبط النفس في الساحل السوري وتحذر من…
التزام فرنسي بدعم القطاع الصحي السوري
أعرب أعضاء الوفد الفرنسي عن التزامهم بدعم القطاع الصحي في سوريا من خلال تنفيذ خطط عمل مشتركة تسهم في تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين. وأكدوا أن وكالة “خبرة فرنسا”، باعتبارها الوكالة العامة الفرنسية للتعاون الدولي، تعمل ضمن برامج تهدف إلى تحقيق الاستقرار في الدول المتضررة، ودعم قدرات المجتمعات على مواجهة الأزمات وتعزيز الأمن الصحي.
كما شدد أعضاء الوفد على أهمية أنظمة الرعاية الصحية الأولية في تعزيز الصحة العامة، وأبدوا استعدادهم لمواصلة تقديم الدعم اللازم لضمان استدامة الخدمات الطبية في سوريا.
حضور رسمي لتعزيز آفاق التعاون
شهد الاجتماع حضور معاون القائم بأعمال الوزارة، الدكتور حسين الخطيب، إضافة إلى مدير مديرية التخطيط والتعاون الدولي، الدكتور زهير قراط، حيث تم التأكيد على أهمية استمرار هذه اللقاءات لتعزيز التعاون الصحي بين الجانبين، والعمل على تحقيق حلول فعالة لمواجهة التحديات التي يعاني منها القطاع الصحي السوري.
يأتي هذا الاجتماع في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تدخل دولي لإنقاذ النظام الصحي في سوريا، حيث يعاني من نقص حاد في الموارد والمعدات، ما يجعل التعاون مع الجهات الدولية خطوة ضرورية لإعادة النهوض به وتوفير الرعاية الطبية اللازمة للسكان.