تواجه الجامعات في الشمال السوري تحديات هائلة سياسية واقتصادية تدفعها إلى بذل جهد كبير للبحث عن الاعتراف الخارجي، ولكن هناك تناقضات مثيرة للدهشة فهذه الجامعات لا تعترف ببعضها البعض داخليًا إذ إن بعضها يبحث عن اعتراف لدى الحكومة التركية وأخرى عند الألمانية في حين الحكومة التي تدير المحرر لا تعترف بها!
مفهوم البحث عن الاعتراف الخارجي يعني أن هذه الجامعات تسعى للحصول على اعتراف دولي أو إقليمي من خلال تطوير برامجها التعليمية والتعاون مع جهات أخرى في الخارج وهذا الاعتراف يمكن أن يفتح الأبواب لتلقي الدعم المالي والتقني، وتحسين جودة التعليم، وزيادة الفرص المهنية للخريجين لا سيما في دول أخرى.
اقرأ أيضاً: مصادر في المعارضة: رغبة تركية بتحديد رئيس جديد للائتلاف
ومع ذلك، تظهر هنا تناقضات وتحديات، فبينما تسعى هذه الجامعات إلى الاعتراف الخارجي من الجهات الخارجية، لا تعترف بعضها البعض داخليًا. قد تكون هذه التناقضات نتيجة لاختلاف الأجندات والأولويات بين الجامعات المختلفة، وقد تكون أيضًا نتيجة للصراعات السياسية والاقتصادية في المنطقة.
لنلقِ نظرة على بعض الأمثلة
1. حكومة الإنقاذ لا تعترف بالجامعات الخاصة العاملة في منطقة ريف حلب. مما يعني أن تسجيل الطالب الذي ينحدر من إدلب في هذه الجامعات سيكون بمثابة مخاطرة كبيرة غير معروفة النهاية ومثال ذلك جامعة النهضة في أعزاز فبعد التواصل مع المسؤولين فيها تبيّن أن خريج الجامعة لا يمكنه العمل في منطقة إدلب لدى أي مؤسسة تابعة لحكومة الإنقاذ لأن الحكومة ببساطة لا تعترف بشهادة هذه الجامعة والسبب هو حدوث خلافات سابقة بين الجامعة والحكومة وفق مسؤولين لدى الجهتين.
2. لا تعترف حكومة الإنقاذ بالشهادات الصادرة عن المجالس المحلية في ريف حلب مما يعقّد استخدام هذه الشهادات في مجالات التعليم العالي والعمل، لذلك فإن حكومة الإنقاذ تجري سنوياً امتحاناً معيارياً للطلاب الذين يحملون شهادة المجالس المحلية رغم أن هذه الشهادات تمكن صاحبها من الدراسة في الجامعات التركية، لكن لا اعتراف داخلي بها!
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب
3. بعض الجامعات لا تعترف بحكومة الإنقاذ وترفض قبول الطلاب الذين يحملون شهادة من جامعة إدلب أو أي شهادة صادرة من الإنقاذ إذا لم يتم معادلتها، وهذا يعكس تناقضًا واضحًا في سياسات الاعتراف القائم على خلافات شخصية.
4. بالمقابل، يتم تسجيل وقبول طلاب وخريجي نظام الأسد بدون مراعاة مصدر الشهادة، مما يظهر تناقضًا آخر في السياسات التعليمية.
إن هذه الأمثلة تبرز تحديات كبيرة تواجه الجامعات في منطقة الشمال السوري، وتكشف عن التناقضات في السياسات التعليمية والاعتراف.
ويرى مهتمون وأكاديميون أنه يجب على الأطراف المعنية العمل بجد والتعاون من أجل التوصل إلى حل يعزز من جودة التعليم ويساعد على تحقيق الأهداف التعليمية بشكل أفضل في هذه المنطقة.