معتصم الخالدي
صحيفة حبر التقت رسام الكاريكاتير السوري (موفق قات)؛ للحديث عن مسيرته في فن الكاريكاتير السياسي، وعن رأيه في مسيرة هذا الفن ورساميه السوريين اليوم.
ويتخلل الحوار حديثًا عن الثورة ودور المثقفين إزاء القضية السورية، التي تعيش حاضرًا حساسًا وصعبًا، وكان لنا معه الحوار التالي:
ما هو الشيء الذي دفعك لدخول مجال رسم الكاريكاتير وما الذي أضافه لك؟
“إلى الآن لا أعرف ما هو الشيء الذي دفعني لدخول عالم الفن، وأعتقد بأني لو دخلت مجالًا آخر غير الفن لكنت سعيدًا وكنت سوف أحبه وأجتهد فيه”.
بعد تاريخ طويل وحافل في مهنتك وجوائز عديدة، أين يرى نفسه موفق قات اليوم؟
“الآن أعمل في الفن بشكل احترافي، أرسم كل يوم، أذهب إلى الطبيعة، والفن أرى فيه أحد أهم أشكال الصلاة والتوحد مع الخالق”.
بين الحين والآخر يثير علي فرزات الجدل حوله، هل أنت مع أن يكون الرسام مثيرًا للجدل؟ وكيف تقيم ذلك؟
“علينا أن نمنح الفنان مساحة كافية من الحرية ليتمكن من خلق الإبداع، أما حياة علي فرزات الشخصية أمر يخصه وحده”.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
هناك قلة بالأسماء النسائية في عالم الكاريكاتير السوري، لماذا برأيك تغيب المرأة عن هذا المجال؟
“النساء في كل العالم دورهنَّ أقل من إمكانياتهنَّ وهذا ينطبق على الفنانات في سورية وفي العالم، وهذا يعود إلى قوانين قديمة وتقاليد همشت دور المرأة في الحياة وحاصرتها بالإنجاب والتزام المنزل”.
بين (علي فرزات، وياسر أحمد، وسعد حاجو)، من هو الأقدر على إيصال رسائله عبر الرسم ولماذا؟
“جميعهم رسامون محترفون ولديهم قدر عالٍ من الإبداع، ولست من أهل النقد، فهم زملاء مهنة، ولكل فنان نكهة خاصة يتميز بها عن غيره، وكلما تنوعت النكهات أصبح الفن أغنى”.
كيف يمكن لفن الكاريكاتير أن يخدم القضايا الإنسانية؟ وماذا قدم للقضية السورية طيلة عشر سنوات؟
“الكاريكاتير السياسي السوري قدم الكثير خلال ثورة الكرامة، لقد كسر القداسة لدى عصابة الأسد لأن البعض كان ينظر إلى هذه العصابة الحاكمة بشكل من القداسة، والكاريكاتير جعل من النظام الديكتاتوري مسخرة، وفضح كل مواقفه بأسلوب عميق وبسيط ومختصر؛ لأن رسالة الكاريكاتير تصل إلى المشاهدين بشكل أسرع من المقال السياسي، وميزة الكاريكاتير هي التكثيف الفكري والبصري معًا”.
تتركز الرسومات الخاصة بالشأن السوري على انتقاد النظام ورموزه بعيدًا عن نقد المعارضة ورجالاتها، التي يوجه لها جمهور الثورة اللوم بشكل، دائم برأيك ما سبب غياب هذه الحالة؟
“رسام الكاريكاتير السوري ينتقد العصابة الحاكمة في دمشق؛ لأنها الأكثر تأثيرًا على الوضع السياسي، ونحن ننتقد المعارضة بشكل أقل؛ لأن تأثيرهم بات محدودًا في الحدث السياسي السوري”.
واشنطن تؤكد قتل قيادي بارز في منطقة إدلب
بصفتك فنان ومثقف، كيف ترى مسار القضية السورية اليوم؟ وما دور المثقفين في هذه المرحلة؟
“ليست لدي نصائح للآخرين، الموقف الأخلاقي من قضايا الشعب هو الأهم، وبقدر ما يكون موقفنا الأخلاقي إيجابيًا وصادقًا بقدر ما يكون نجاحنا”.
يوجد دعوات بشكل مستمر لفصل الفن عن السياسة، هل ترى ذلك رمادية؟ وكيف تقيِّم مواقف بعض الفنانين من الأحداث الجارية بالعالم العربي؟
“بعض الفنانين لا يقتربون من السياسة وهذا حقهم، وهم يفصلون بين السياسة والفن، لكن لديهم ازدواجية في التعامل مع القضايا الإنسانية والأخلاقية، الموقف من ثورة الكرامة ليس موقفًا سياسيًا إنما موقف أخلاقي”.
أخيرًا، تراجيديا كبيرة عاشتها سورية وماتزال، هل دفعت ثمن مواقفك السياسية باختيارك الوقوف إلى جانب الشعب السوري بثورته؟ وماهي الرسالة التي تود توجيهها للسوريين في الداخل ودول الشتات؟
“دفعت ثمن مواقفي في الماضي قبل الثورة، وهو شيء لا يُذكر أمام التضحيات التي قدمها شباب الثورة، رسالتي إلى الشعب السوري أنه علينا أن نكون يدًا واحدة ضد عصابة ولصوص الإجرام في النظام، وضد أي طرف يحاول خطف مكتسبات الثورة وتسييرها لمصلحته”.