تفيد تقارير نشرتها صحيفة “الشرق الأوسط” نقلاً عن مصادر رسمية لبنانية لم تسمها، بوجود ضغوط دولية تتعرض لها السلطات اللبنانية لقبول صرف المساعدات الأممية للاجئين السوريين بالدولار بدلاً من الليرة اللبنانية.
ووفقًا للصحيفة، فإن حاكم مصرف لبنان ينفذ سياسات وقرارات الحكومة، وأن هذا القرار تم اتخاذه بالتنسيق مع وزير المال.وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقوم بإيداع الأموال في مصرف لبنان بالدولار وصرفها للنازحين بالليرة اللبنانية. ولكن الآن، ستحول هذه الدولارات مباشرة إلى اللاجئين، مما سيؤدي إلى فقدان الخزينة لمزيد من العملة الصعبة.
ومن جانبها، أرجعت المتحدثة باسم المفوضية في لبنان هذه الخطوة إلى استمرار تدهور الليرة اللبنانية بسبب التدهور الاقتصادي، وأكدت أن اللاجئين السوريين سيتمكنون اعتبارًا من نهاية الشهر الحالي من سحب المساعدات النقدية سواء بالدولار أو الليرة اللبنانية.
وذكر موقع “المدن” أن وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، هيكتور حجار، تلقى قرار الصرف بالدولار من المخابرات الأربعاء الماضي.
وفي وقت سابق، أعلن حجار في مؤتمر صحفي عن رفض طلب مفوضية اللاجئين بصرف المساعدات المالية بالدولار بدلاً من الليرة اللبنانية المتدهورة. وأشار إلى أنهم عقدوا اجتماعات مع مفوضية اللاجئين والأمم المتحدة بشكل شهري، وتلقوا طلبًا بتحويل المساعدة إلى الدولار بسبب صعوبة تأمين كميات كبيرة من الليرة اللبنانية.
اقرأ أيضاً الشبكة السورية: قوانين النظام تمنع اللاجئين من العودة
وأوضح حجار أن هناك خلافات خلال المفاوضات، حيث طالبت مفوضية اللاجئين بصرف 40 دولارًا للعائلة السورية و20 دولارًا للفرد، ورفضوا هذا الطلب لعدة أسباب، بينها أن هذا المبلغ يتجاوز رواتب فئة أولى في القطاع العام، ورفضهم لوجود معارضة لبنانية للنزوح السوري في البلاد، حيث يتم مقارنة المساعدات المقدمة للبنانيين والنازحين.
وأردف حجار أنهم رفضوا تحويل المساعدات إلى الدولار لأنهم يعملون على تشجيع عودة النازحين وتوفير المساعدة داخل سوريا، وذلك من أجل تحفيزهم على العودة. وأكد أن رفضهم للتحويل إلى الدولار سيؤدي إلى زيادة التوتر بين النازحين واللبنانيين في جميع المناطق.
واستفسر حجار قائلاً: “كيف يتم اتخاذ قرار التحويل المالي إلى الدولار ووزارة الشؤون الاجتماعية التي تعنى بهذه الأمور لم توافق عليه؟”، مشيرًا إلى أنهم اجتمعوا مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان وتوافقوا على هذا القرار مع الأطراف المعنية.
وأشار حجار إلى أنهم لا يرغبون في إثارة أي نزاع مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والأمم المتحدة، وأنهم مستعدون للتراجع عن هذا القرار، ولكن مع ذلك، فإن تقديم اليد لا يعني التخلي عن مسؤوليتهم وسيادتهم. وحتى الآن، لم يتسلموا أي وثيقة رسمية تتعلق بتحويل المساعدات المالية إلى الدولار لصالح النازحين السوريين.
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم المفوضية في لبنان، ليزا أبو خالد، أن قرار تحويل المساعدات إلى الدولار جاء نتيجة استمرار تدهور قيمة الليرة اللبنانية في ظل الأزمة الاقتصادية التي يشهدها البلد. وأشارت إلى أن النازحين السوريين سيكونون قادرين على سحب مساعداتهم النقدية بالدولار أو الليرة اللبنانية اعتبارًا من نهاية هذا الشهر.
ومن المهم أن نلاحظ أن هذا القرار الجديد يفرض ضغوطًا على المسؤولين في لبنان، حيث يجب عليهم الامتثال للمطالب الدولية والموافقة على تحويل المساعدات الأممية إلى الدولار. قد يؤدي هذا القرار إلى مزيد من العبء على خزينة البلاد التي تعاني بالفعل من أزمة مالية ونقدية خانقة.