نشرت الدكتورة “ثورة محمد أحمد”، زوجة سابقة للمدعو “سهيل الحسن” المعروف بلقب “النمر”، مقطعاً مصوراً كشفت فيه معلومات صادمة عن حياته الشخصية وجرائمه خلال فترة قيادته العسكرية في صفوف ميليشيات النظام السوري. وناشدت السلطات الحقوقية والقيادة السورية الجديدة التدخل لاستعادة ابنها ومحاكمته على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري.
حياة شخصية مضطربة وزواج انتهى قسراً
تحدثت “ثورة محمد أحمد” عن زواجها من “سهيل الحسن” عام 2008، مشيرة إلى سلوكه السيئ وغيابه المستمر عن المنزل. ومع اندلاع الثورة السورية عام 2011، انتهى زواجها بقرار تعسفي من الحسن، بعد دعمها للثورة ومساندة موقف شقيقها الذي كان يشغل منصب مدير مكتبه، قبل انشقاقه عن النظام في بداية الثورة.
وتعرضت “ثورة” بعد طلاقها لمضايقات وتهديدات متكررة من قبل الحسن، خاصة عندما أعربت عن نيتها مغادرة البلاد. وأوضحت أنها حرمت من رؤية ابنها منذ عام 2015، وهددت بالسلاح من قبل ضابط في النظام يدعى “حافظ مخلوف”. ورغم المضايقات، أكدت أنها استمرت في عملها الجامعي، وتوجهت بالنداء للمنظمات الحقوقية لمساعدتها في استعادة ابنها ومعاقبة الحسن على جرائمه.
تاريخ دموي وإجرام ميداني
ينتمي “سهيل الحسن”، المولود عام 1970 في إحدى قرى جبلة، إلى الطائفة العلوية. تخرج من أكاديمية القوات الجوية في حمص عام 1991، وانضم لاحقاً إلى دائرة الاستخبارات الجوية. تولى مهام عسكرية كبيرة بعد اندلاع الثورة السورية، وقاد عمليات دموية لقمع المظاهرات، بدءاً من اللاذقية وصولاً إلى حلب والغوطة الشرقية.
عرف الحسن باستخدامه سياسة الأرض المحروقة، واعتمد بشكل مفرط على القصف الجوي والبراميل المتفجرة، التي خلفت آلاف الضحايا المدنيين، إضافة إلى تهجير سكان المدن الخارجة عن سيطرة النظام، مثل حلب الشرقية. كما قاد حملات عسكرية في مناطق مثل إدلب والغوطة الشرقية، والتي شهدت مجازر دموية مروعة.
تلميع إعلامي وصعود رمزي في النظام
سعى النظام السوري لتلميع صورة الحسن، حيث تمت ترقيته ومنحه أدواراً رمزية كبيرة لرفع معنويات قوات النظام. ورافق بشار الأسد في لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقاعدة حميميم الجوية عام 2017، حيث ظهر بمظهر التابع للقيادة الروسية، مما أثار موجة من السخرية بين السوريين.
اقرأ أيضاً: ملف المعتقلين السوريين: مأساة مستمرة بعد سقوط نظام الأسد
ورغم محاولات النظام تصوير الحسن كقائد عسكري أسطوري، إلا أن الهزائم المتكررة والانشقاقات في صفوف قواته كشفت هشاشة هذه الصورة الدعائية. وبعد سقوط النظام، أصبح الحسن محط تساؤلات حول مصيره، خاصة مع فراره من المعارك الأخيرة.
دعوة للمحاسبة
في نهاية حديثها، أشادت الدكتورة “ثورة محمد أحمد” بالقيادة الجديدة في سوريا، ودعت إلى محاسبة الحسن على جرائمه بحق المدنيين السوريين، مطالبة بتسليم ابنها ومعاقبة كل المتورطين في الانتهاكات. كما دعت المنظمات الحقوقية الدولية إلى إدراج الحسن على قائمة المطلوبين دولياً، ومواصلة ملاحقة رموز النظام السوري السابق.