يعاني سكان مدينة إدلب من ظاهرة الكلاب الشاردة التي تسرق نومهم وتقيد تحركاتها ليلاً في شوارع المدينة المكتظة بالسكان.
وقد وصلت شكوى لصحيفة (حبر) من أحد سكان حي (الضبيط) بالقرب من جامع (شعيب) قائلاً فيها: ”أمنع أطفالي ونفسي من الخروج للشارع بعد صلاة العشاء حتى شروق الشمس، فهناك عشرات الكلاب الضالة تنتشر ليلاً حتى الصباح بحثًا عن الطعام في حاويات القمامة، وهذه الكلاب تسبب الفزع لمطاردتها من يمرُّ بقربها حتى لو كان الشخص على الدراجة النارية.”
المهندسة (فاطمة) من سكان حي (الثورة) عانت من اقتحام أحد الكلاب الشاردة للمبنى الذي تقطن فيه، تقول: “إنها مشكلة حقيقية أن تتجول الكلاب بوضح النهار في مناطق وأحياء سكنية تعجُّ بالبشر، ليس ذلك فحسب، بل أصبحت تقتحم أيضًا المباني في الحي، فقد دخل كلب شارد إلى المبنى الذي أعيش فيه، وعلى ما يبدو أنه قد جُرِح بألواح الزجاج في المبنى فأصبح غير قادر على الحراك، حاول رجال الحي إخراجه بشتى الطرق لكن دون جدوى، حتى رماه أحد الشباب بالرصاص ثم انتشله بعيدًا، وقد أثارت الحادثة خوف الأطفال، فضلًا عن موضوع النجاسة الذي تسببه الكلاب.”
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام بالضغط هنا
وعن سبب الظاهرة تقول السيدة (فاطمة): “يوجد تقصير من الجهات المعنية بضبط أمور المدينة، فالكلاب كثرت خلال السنوات السابقة، وعلى المعنيين منع تجول الكلاب الشاردة في النهار على الأقل كي يعرف الناس تسيير أعمالهم بهدوء وطمأنينة، فضلاً عن مكافحتهم بالليل لنرتاح بنومنا.
لذا يجب معالجة المشكلة بأسرع وقت، فالأمر لا يقتصر على الرعب فقط، ففي وقتنا الحالي قد نجد الجثث البشرية ملقية هنا أو هناك، وإذا أكل الكلب من جثة فإنه يستشرس، وهذا يشكل خطرًا كبيرًا.”
وتضيف السيدة (فاطمة) أن “الظاهرة منتشرة أيضًا بكثرة في (معرة مصرين)، وقد رأيت حادثة لإطلاقهم النار على كلب شارد، لكنه أُصيب ولم يمت، فكانت النتيجة هي ركضه ودماؤه تقطر منه، وفي إسلامنا: إذا قتلتم فأحسنوا القتل. ”
اقرأ أيضاً: جريمة في حماة.. أب يضرب طفلته حتى الموت
مجلس مدينة إدلب يوضح
صحيفة حبر تواصلت مع عضو مجلس المدينة الدكتور (فراس علوش) لسؤاله عن رأيه في هذه الظاهرة، والتدابير الممكنة لعلاجها، فكان رد الدكتور: “إن هذه الظاهرة أخذت ضجة واسعة، فكانت فكرة الحل الأولى هي قتل الكلاب الشاردة أو إعطاؤهم مضادًا وتربيتهم كما حدث في منطقة (سلقين)، وقد حاولنا أن نتواصل مع عدد من المنظمات بشأن الفكرة لكن لا أحد منها تبناها.”
يضيف: “بعد أن نظرنا في الموضوع، فإن فكرة إطلاق النار على الكلاب وقتلها قد تسبب مشاكل كإصابة السيارات أو البشر. فتراجعنا عنها، كذلك فكرة تسميم القمامة تراجعنا عنها خوفًا من إيذاء البشر، أو حتى تسمم القطط والحيوانات الأخرى.”
ويختم قائلاً: “المشكلة ماتزال قائمة حتى اللحظة، ولم نجد لها حلاً مناسبًا، والكلاب الشاردة تتجول في شوارع المدينة وتشكل ذعرًا للأطفال وخطرًا على سكان المدينة دون إجراءات تحدُّ من هذه الظاهرة.”
فهل من مُجيب ينهي تلك الظاهرة التي تؤرق مدينة إدلب يومًا بعد يوم؟!