في عالم الفن والإبداع، تتجلى القصص المؤثرة للأفراد الذين يتحدون الظروف الصعبة ليصنعوا شيئًا جميلاً يلهم الآخرين.
وأحد هؤلاء الفنانين (عبد الله علولو) الذي وُلد ونشأ في بلدة “كللي” بريف إدلب الشمالي وتخرج عبد الله من كلية الهندسة الزراعية في عام 2008، لكنه منذ الصغر كان يواجه تحديًا كبيرًا، إذ كان مصابًا بشلل الأطفال في يده اليمنى.
ولم تثنه هذه الإعاقة عن متابعة شغفه بالفن، فبدأ يمارس هوايته في الرسم والخط العربي منذ خمسة عشر عامًا.
“مرحبًا عبد الله، نحن سعداء لإجراء هذا اللقاء معك. قبل أن نبدأ، هل يمكنك مشاركتنا بعض المعلومات عن نفسك؟” و”كيف بدأت رحلتك في عالم الفن؟”
“مرحبًا بكم، أنا عبد الله علولو، شكرًا لاستضافتكم الجميلة. عمري 44 عامًا، متزوج، أب لأربعة أطفال، خريج كلية الهندسة الزراعية عام 2008، لدي إعاقة في اليد اليمنى نتيجة شلل الأطفال منذ الصغر.”
“أحببت الخط العربي والرسم منذ الطفولة، وكثيرًا ما استوقفني اللوحات الإعلانية والجداريات المكتوبة بشكل فني وجميل، وهذا ما جعلني أحاول تقليدها وتقليد أي عبارة مكتوبة بشكل جميل وهنا اكتشفت موهبتي وكان ذلك في عمر الثانية عشر من عمري، وكنت كثيرًا ما أنال على استحسان وتقدير من المعلمين وترشيحي للمشاركة في معارض المدرسة ومسابقة الرواد.”
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
“ما هي الصعوبات التي واجهتك في نشر ثقافة الخط العربي والإسلامي، وكيف تتعامل مع هذه التحديات ومع إعاقتك تحديدًا؟”
“من أهم العوائق والصعوبات التي واجهتها هي عدم توفر الأدوات اللازمة للخط والرسم وغلاء أسعار هذه الأدوات بالنسبة لقدراتي المالية، بالإضافة لصعوبة شحنها من خارج البلاد، هذا وإن توفر ثمنها، وتعرضت أيضًا لإصابة في كتفي الأيسر وهذا أثر كثيرًا على ممارستي لهوايتي المحببة دون أن يمنعني منها بشكل عام. أما عن إعاقتي فقد تعايشت معها منذ الطفولة ورغم أنها كانت تعيقني في بداية الأمر الا أنني تجاوزتها بفضل الله.”
“حدثنا عن أبرز الأعمال التي قمت بها خلال مشوارك.” و”ما هي الرسالة التي تحملها أعمالك التي تدعم حقوق الطفل وترمز للثورة السورية؟”
“طورت موهبتي لأرسم وأكتب للحجاج والمدارس وبعض المجلات المهتمة بالحماية وحقوق الطفل، وقد شاركت في التجهيز للمظاهرات وفي الاعداد لذكرى الثورة السورية لسنوات عديدة، كما أنني قمت بإعطاء دروس في مبادىء وتحسين الخط في العديد من المدارس والمعاهد. كما أنني بدأت مؤخرًا بتخطيط وكتابة القرآن الكريم.”
اقرأ أيضاً: ارتفاع كبير في معدلات السرقة في دمشق
“الأطفال هم الحلقة الأضعف في الظروف التي مرت على هذا البلد فقد ركزت في رسوماتي على مواضيع حماية الطفل والحقوق الأساسية للطفل. وفيما يتعلق بالثورة السورية كانت رسوماتي تعبر عن استمرارية الثورة حتى تحقيق مطالبها.”
“يعتبر تخطيط المصحف الشريف بخط يدك تحديًا كبيرًا، كيف تستعد لهذا التحدي وما هي التحديات التي تواجهك في هذا المشروع؟”
“في أثناء حفظي لبعض سور القرآن الكريم كنت أثبت الحفظ عن طريق الكتابة فخطرت لي فكرة كتابة القرآن ثم قمت بتحميل نسخة مفرغة من القرآن عبر الإنترنت وطباعتها ثم بدأت بكتابته مستعينًا بالله، مستخدمًا القلم العادي الناشف وورق الطباعة العادي لعدم توفر الأدوات الضرورية من أقلام خط وورق مخصص للخط.”
“ما هي الأمور التي تلهمك وتشجعك على مواصلة العمل الفني في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب السوري؟”
“انطلاقًا من إيماني بأن هذا البلد لن يبنى إلا بأيدي أبنائه وكلٌ حسب إمكانيته رأيت أنه لا بد لي من تسخير موهبتي في الخط والرسم لخدمة هذا البلد وأبنائه والتعبير عن حقوقهم ومتطلباتهم.”
“هل تعتزم توسيع نطاق عملك الفني في المستقبل، وإذا كان الأمر كذلك، ما هي المجالات التي تهتم بالعمل فيها؟”
“أتطلع للانتقال بموهبتي المتواضعة من مجرد هواية إلى الاحتراف وتعلمها بشكل أكاديمي على يد فنانين محترفين.”
“ما هي الرسالة التي تود توجيهها إلى الشباب الذين يواجهون تحديات مماثلة ويرغبون في متابعة شغفهم بالفن؟”
“الإرادة هي ما يدفعك للخطوة الأولى على طريق النجاح، أما العزيمة والتحدي فهما ما يبقيك على هذا الطريق حتى النهاية. فلا تجعل من التحديات التي تواجهك عائقًا في طريق تحقيق حلمك بل اجعل منها حافزًا يدفعك للأمام.”