على أطراف إدلب عمل إنساني يأوي الحيوانات المشردة

ندى اليوسف

 

عمل إنساني هو الأول من نوعه في الشمال السوري المحرر بالقرب من مدينة إدلب، أطلقته أيادٍ تعلم أن الرفق بالحيوان من شيم الإنسانية.

(صحيفة حبر) استطلعت المشروع عن كثب، للتعرف على انطلاقه والعمل فيه، والتقينا الطبيب البيطري القائم عل المشروع (محمد) الذي عرفنا عن بداية المشروع بقوله: “المشروع بدأ منذ عام 2017 في ريف حلب، واستقر به المطاف على أطراف مدينة إدلب منذ بداية عام 2019، ويعمل على إنجازه ومتابعته متطوعون من 5 إلى 10 أشخاص”.

كيف بدأت فكرة المشروع وماذا يُقدِّم؟

يوضح الدكتور (محمد): “المشروع عبارة عن مبادرة تهدف إلى إيواء الحيوانات المشردة والمعاقة التي تعاني من أمراض أصابتها فأُجبِرت على التعايش معها دون أن ينتبه أي أحد لألمها، وبكوني طبيب بيطري أعالج الحيوانات وأعتني بها وعملي الدائم مع الحيوانات، تولَّدت لدي فكرة افتتاح مأوى للحيوانات المعاقة من أجل مساعدة وإنقاذ أكبر قدر منها وتأمين إقامة لها”.

 

الحيوانات الموجودة في المحمية الصغيرة:

“المأوى ليس سوى (محمية صغيرة) جمعت بين جدرانها الإنسانية حيوانات رافقها المرض في حياتها أو أُصيبت نتيجة حوادث السير أو لقصف طالها، وهي ثلاثين نوعًا نوع من الحيوانات: (الخيل، الكلاب، القطط، الماعز، القرود، البط، الوز..) وغيرها، وبأعداد تزيد وتنقص حسب الموت والعلاج والحياة.” بحسب الدكتور محمد.

ماذا يُقدَّم في المحمية للحيوانات؟

يجب الدكتور (محمد): “في المحمية يُقدَّم للحيوانات الطعام والعلاج المناسب لكل نوع وبجودة ممتازة تعكس مدى الرعاية الجيدة التي تتلقاها حيوانات المحمية.
أما الطعام فهو يناسب كل حيوان، فالقطط يُقدَّم لها طعام خاص مستورد من تركيا كالعظم المطحون وطعام جاف (دراي فود)، إضافة إلى مخلفات المسالخ والدواجن التي تُقدَّم للأنواع الأخرى من الحيوانات والمُقدَّمة من متبرعين يحبون الحيوانات”.

صعوبات وتحديات:

لاقى المشروع صعوبات عدة أهمها التي وضحها لنا الدكتور بقوله: “من أكثر الصعوبات التي نعانيها في سير مشروعنا صعوبة تأمين لقاحات وأدوية مناسبة للحفاظ على حياة تلك الحيوانات، إضافة إلى عدم توفر مخبر تحاليل خاص بتلك الحيوانات، وعدم وجود أجهزة تصوير أشعة من أجل تشخيص الكسور والشظايا داخل الجسم، ونواجه صعوبة بالغة بتأمين الأدوية، ونأمل من محبي الحيوانات مساعدتنا لتخطي الصعوبات”.

مشروع المحمية لاقى ردود فعلٍ مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد وما بين ناقدٍ، فالمؤيد عدَّه مشروعًا إنسانيًا ناجحًا، أما الناقد له فعدَّه مشروعًا لا فائدة منه.

الدكتور (محمد) اختصر ردَّه على رأي الناس بقوله إن: “العديد من الأحاديث النبوية حثَّت على الرفق بالحيوان، ومنها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “في كل كبدٍ رطبة أجر”.

مضيفًا أن “أغلب أسماء سور القرآن للحيوانات (البقرة، الأنعام، النمل، الفيل، النحل، العنكبوت).”

 

ويستمر الشمال المحرر بتقديم إنجازات وخدمات عديدة رغم ما يقاسيه من ظروف الحرب، فحتى الحيوانات لم تُنسَ من العلاج والخدمة الطبية والمأوى، ليثبت الأهالي أن الرحمة كُتبت على كل ذي نفس.

إدلبسوريامحمية للحيوانات في إدلبمدينة إدلبندى اليوسف