تقف امرأة مسنة أمام محل الحلوى، عيناها تترقبان العرض الوحيد الذي يمكن أن يتناسب مع ميزانيتها المحدودة وهي تحمل في يديها مبلغًا صغيرًا من المال، مبلغ لا يكاد يكفي لشراء قطعة واحدة من الشوكولاتة.
وهناك، يقف شاب صغير يحمل في يده مجموعة صغيرة من العملات، يبحث عن أرخص الخيارات التي يمكنه شراؤها، ويتساءل في صمت عن كيفية جعل هذه القطع القليلة تكفي لإسعاد أسرته في العيد.
وفي هذا الجو المظلم، يتلاشى الحلم بالفرحة والاحتفال، ويبقى الناس يتحملون عبء الضغوط الاقتصادية التي لا تزال تفتك بقدرتهم على العيش الكريم.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب
أمل، سيدة مسنة: لقد كان العيد سابقًا فرصة لنا للاحتفال ببهجة وفرحة، ولكن هذا العام، يبدو أن الحلوى أصبحت بعيدة عن متناولنا. ميزانيتي لا تسمح بشراء حتى القطعة الصغيرة الآن.
أحمد، شاب يعمل في مجال البناء: نعمل بجد لكسب القليل من المال، لكن الأسعار المرتفعة جعلتنا نشعر باليأس. أطفالي يستحقون أن يحتفلوا بالعيد بكل فرح، لكن كيف يمكنني تحمل تكلفة الحلوى وأنا لا أدري كيف أوفر لهم الطعام اليومي؟
نور أم لثلاثة أطفال: الحلوى كانت دائمًا جزءًا من العيد، لكن الآن أصبحت خيالًا بالنسبة لي. أتساءل كيف يمكنني أن أشتري الحلوى لأطفالي عندما لا يكفينا حتى لتأمين احتياجات الحياة الأساسية؟’
أسعار مرتفعة
وتشهد الأسواق ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الشوكولاتة والسكاكر، حيث يتراوح سعر كيلو الشوكولا من الصنف العادي بين 65 و90 ألف ليرة.
في حين يتراوح سعر كيلو الشوكولا من الصنف الأول بين 300 و500 ألف ليرة سورية، بحسب موقع “أثر برس” المقرب من النظام السوري.
كما أن سعر كيلو السكاكر من الصنف العادي يتراوح بين 35 و50 ألف ليرة، والصنف الممتاز بين 75 و90 ألف ليرة سورية.
ويعود هذا التراجع في المبيعات إلى عوامل اقتصادية عدة، حيث اضطر العديد من الأهالي إلى البحث عن بدائل أرخص بعدما أصبحت أسعار الضيافة الرفاهية خارجة عن متناولهم.
وفي ظل هذا الوضع، يُلاحظ انخفاض ملحوظ في عمليات الشراء، حيث يتجه البعض إلى التسوق من البسطات بحثاً عن الأسعار المناسبة، بينما يقتصر البعض الآخر على شراء كميات قليلة من الأصناف المتوسطة نظراً لقلة القدرة الشرائية.
وبالنظر إلى هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، ينتظر الأهالي عيد بلا حلوى هذا العام، فيما يبقى الأمل معلقاً على تحسن الأوضاع الاقتصادية في المستقبل القريب.