شهدت أسعار الكتب في الشمال المحرر هذا العام ارتفاعًا جنونيًا أثَّر سلبًا على سير القراءة لدى القرَّاء، فالبعض قلَّ مستوى اقتنائه للكتب وانعكس ذلك على مستوى قراءته.
(نور) تراجعت قراءتها هذا العام بعد أَن كانت قد خططت هذا العام أَنْ تجعلها أفضل من العام السابق، والسبب الغلاء الجنوني بأسعار الكتب الذي حرمها متعة القراءة المستمرة.
تقول (نور) لصحيفة حبر: “كنت في العام الماضي أخصص جزءًا من مصروفي لشراء الكتب كل شهر، فأتمكن من شراء ثلاثة كتب أو أكثر في الشهر الواحد، أما الآن فقد ارتفعت أسعار الكتب بشكل كبير فتأثَّر اقتنائي لها وانعكس ذلك على قراءتي”.
وتضيف: “هذا العام لم أتمكن من شراء سوى كتاب واحد كل شهر، فالكتب ارتفع سعرها أسوة بموجة الغلاء التي طالت المحرر، وبالتالي تراجعت مطالعتي، فأنا أعاني من قراءة الكتب الإلكترونية، ولم أعتد عليها”.
البعض حلَّ مشكلة ارتفاع الكتب بالتوجه إلى الكتب الإلكترونية، لاسيما بعد أن تيقَّنوا أن ارتفاع الكتب مستمر في التقدم.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
(فاطمة الأحمد) طالبة في الثانوية استعاضت عن الكتب الورقية بالكتب الإلكترونية حتى اعتادتها، تقول: “تعايشت مع الكتب الإلكترونية فهي الحل الأنسب مع غلاء أسعار الكتب، ومتوفرة وغير مكلفة، وتمكنك من قراءة أي كتاب تفضل الاطلاع عليه”.
وتضيف: “لكن ذلك لا ينسينا ملمس الكتب الرقيق، ورائحتها المنعشة للعقل والروح، لكن لا حل آخر لنا، فأسعار الكتب لم يعد يناسب أوضاعنا المادية الصعبة”.
ما أسباب ارتفاع أسعار الكتب؟
(أحمد الخالد) أحد العاملين في مجال بيع الكتب، يحدثنا عن أسعار الكتب بقوله: “انهيار العملة السورية أمام الدولار أهم الأسباب، لذلك رفعت دور النشر أسعار الكتب، لاسيما أن مورد الكتب الاساسي هو نظام الأسد، ودور النشر في الخارج يسعرون بالدولار، إلا أن المكاتب لدى النظام تسعّر بالسوري بسبب ضغط نظام الأسد، وبالتالي كلما انهارت العملة السورية مقابل الدولار زاد سعر الكتب أكثر”.
مضيفًا أن “السبب الثاني في ارتفاع أسعار الكتب هو إغلاق الطرق مع نظام الأسد، جعل الناس من أجل التجارة يلجؤون إلى طرق التهريب، ومنها الكتب التي تتوافر بسعر أقل من تركيا لقرب المكان، أو مناطق أخرى، فأدى ذلك لارتفاع الأسعار بشكل باهظ من ناحيتين: الأولى ارتفاع السعر على الكتب القادمة إلينا، والأخرى ارتفاع أسعار الحوالات، فبينما كانت المليون ليرة في السابق تكلفني مثلاً 2500 رسم حوالة، الآن تضاعفت عشرة أضعاف أو أكثر، فأصبح هنالك تكلفة باهظة على الكتاب الأمر الذي دفعنا لرفع سعره، فانعكس ذلك سلبًا على القارئ.”
اقرأ ايضاً: الشيخ عكرمة صبري يتراجع عن دعائه لبهجت سليمان (فيديو)
ما البدائل التي لجأ القرّاء إليها في الشمال المحرر بعد غلاء الكتب؟
الكتب المستعملة ومحلية الطبع كانت إحدى البدائل التي اتجه إليها قارئ المحرر، عوضًا عن الكتب الجديدة المستوردة، فعلى حدّ قول (الخالد) “إقبال القرّاء على الكتب المستعملة ومحلية الطبع أصبح له الأولوية لدى القارئ، فالكتب المستعملة لم تشهد الارتفاع الكبير في أسعارها، فلا تكلفة عليها، فكل ما هنالك أن صاحب الكتاب يأتي إلى المكتبة فيعرض كتابه للبيع ونحن لا نزيد عليها سوى ربحًا بسيطًا”.
وتابع: “أما الكتب محلية الطبع التي يتم طباعتها في المكتبة فتشهد إقبالاً جيدًا نوعًا ما؛ كونها أرخص من المستوردة، وذات طباعة جيدة تغني القارئ عن النسخة الأساسية الخارجة من دار النشر”.
ويأمل قرَّاء المحرر أن تصبح أسعار الكتب مقبولة، بشكل يمكنهم من ممارسة حقهم الطبيعي في اقتناء الكتب وقراءتها، وألَّا يُحرَموا من نعمة التمتع بملمسها ورائحتها العطرة.