دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات ملموسة لتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، مشددًا على ضرورة دعم جهود إعادة الإعمار وتعزيز المساعدات الإنسانية.
وأكد غوتيريش، خلال كلمته في مؤتمر بروكسل التاسع للمانحين، أمس الإثنين، أن سوريا تمر بـ”لحظة حاسمة”، معتبراً أن أمام السوريين “بصيص أمل” لتحقيق مستقبل مستقر ومزدهر، وذلك بعد الإطاحة ببشار الأسد إثر هجوم لفصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام.
وأشار غوتيريش إلى أن الأضرار الناجمة عن الحرب، التي اندلعت عام 2011، تجاوزت 800 مليار دولار، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية الحيوية للبلاد، وزيادة معاناة المدنيين. وحذر من أن التمويل المخصص للمساعدات الإنسانية في سوريا لا يزال غير كافٍ، داعياً إلى تحرك دولي عاجل لزيادة الدعم، خاصة مع تزايد احتياجات السوريين داخل البلاد وفي دول الجوار، حيث يعتمد الملايين على المساعدات لتأمين الغذاء والمأوى والخدمات الأساسية.
اقرأ أيضاً: مؤتمر بروكسل للمانحين.. أولوية إعادة إعمار سوريا والمساعدات…
كما شدد على أن معالجة العقوبات والقيود الاقتصادية المفروضة على سوريا ستسهم في دفع عملية التعافي وإعادة الإعمار، لافتاً إلى أهمية الاستثمار في مستقبل البلاد. وختم بالقول: “لنعمل معاً لدعم السوريين في هذه المرحلة الحرجة ومساعدتهم على بناء مستقبل أكثر استقراراً وسلاماً”.
مؤتمر بروكسل يخصص 2.5 مليار يورو لدعم سوريا
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خلال كلمتها في افتتاح المؤتمر التاسع للاتحاد الأوروبي في بروكسل، تعهد الاتحاد بتقديم 2.5 مليار يورو لدعم السوريين داخل سوريا وفي المنطقة خلال عامي 2025 و2026.
وأشادت بالخطوات المشجعة التي اتخذتها الإدارة السورية الجديدة منذ سقوط نظام الأسد، مؤكدة أهمية التزام السلطات السورية بتقديم الجناة إلى العدالة، وحماية الأقليات، وتشكيل حكومة شاملة لتحقيق المصالحة.
وأضافت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي مستعد لبذل أقصى الجهود لدعم العملية الانتقالية في سوريا، مشددة على أهمية مشاركة وزير الخارجية السوري، أسعد حسن الشيباني، في المؤتمر لأول مرة.
من جهتها، أعلنت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن الاتحاد يتعهد بتقديم أكثر من 720 مليون يورو لعام 2025، بزيادة تفوق 160 مليون يورو مقارنة بتعهدات العام الماضي.
وأوضحت أن هذا الدعم سيستهدف السوريين داخل البلاد واللاجئين في لبنان والأردن والعراق، كما أشارت إلى أن الاتحاد سيخصص 750 مليون يورو لدعم اللاجئين السوريين في تركيا والمجتمعات المضيفة خلال العام نفسه.
يأتي هذا التعهد الأوروبي في إطار الجهود الدولية لدعم سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام، مع التركيز على تحقيق الاستقرار، وإعادة الإعمار، وتعزيز الحكم الشامل.