مع سقوط نظام الأسد وهروب رأسه، برزت على الساحة السورية فئة أُطلق عليها “الثوريون الجدد”. هذه الشخصيات كانت حتى وقت قريب داعمة بشكل واضح للنظام وأفعاله، لكنهم حاولوا، مع انهياره، التلون بعباءة الثورة.
ويسعى هؤلاء لإقناع الشعب السوري بأنهم تغيروا، متناسين أدوارهم الموثقة في دعم النظام وممارساته القمعية.
إعلاميون: من أبواق للنظام إلى مدّعي الثورة
على رأس هذه الفئة يقف شادي حلوة، المراسل الحربي الذي وثق جرائم النظام وروّج لها عبر تقاريره الميدانية. بعد سقوط النظام، بدأ بنشر منشورات تدعم الثورة وتدعو إلى الصفح. إلى جانبه، كنانة علوش، المعروفة بصورها المبتسمة بجانب جثث الضحايا، تحاول اليوم تقديم نفسها كداعمة للثورة السورية.
كما شملت القائمة أسماء مثل إبراهيم الشير ورضا الباشا، اللذين قاما بحذف منشورات تؤيد النظام وبدأوا الترويج لإنشاء كيانات سياسية جديدة تحت مظلة الثورة.
فنانون ومطربون: من التمجيد إلى التملق
شهدت الساحة الفنية محاولات مشابهة لتغيير الولاءات. سلاف فواخرجي، التي وصفت الأسد بأنه “إنسان شريف”، ادّعت الآن دعمها لحرية الشعب السوري، قائلة: “لن أتجاهل الماضي، لكنه صفحة قد طويت”. أما المطرب علي الديك، المعروف بتشبيحه للنظام وأغانيه الداعمة للأسد، فقد بدأ يُظهر تأييده للثورة، متجاهلًا تاريخه.
كما تضم القائمة السوداء أسماء مثل حسام جنيد، أيمن زيدان، ودريد لحام، الذين اشتهروا بتملقهم للنظام وتمجيدهم له على مدار سنوات الحرب.
رياضيون: من مدافعين عن “منتخب البراميل” إلى مدّعي الوطنية
القطاع الرياضي، الذي استغله النظام لتلميع صورته، شهد أيضًا تبديلًا واضحًا للمواقف. اللاعب عمر السومة، الذي شكر الأسد علنًا سابقًا، نشر مؤخرًا صورة للشهيد عبد الباسط الساروت مع تهنئة للشعب السوري. كذلك، حاول لاعبو “منتخب البراميل” مثل فراس الخطيب وأحمد الصالح إعادة تقديم أنفسهم كمؤيدين للثورة، متناسين دعمهم الطويل للنظام.
رسالة إلى الشعب السوري
يبقى واضحًا أن الثورة السورية ليست ثوبًا يُرتدى حسب الظروف. هذه الشخصيات التي لطالما دعمت النظام وساهمت في تبرير جرائمه لا يمكنها الهروب من ماضيها الموثق. الشعب السوري، الذي تحمل سنوات من القتل والتشريد، لن يغفر لهؤلاء المتلونين، وستبقى أسماؤهم في الذاكرة كجزء من منظومة الظلم.
موقف الثورة: لا عفو عن المتورطين
أكدت القيادات الثورية أن العدالة ستطال كل من شارك في جرائم النظام، سواء بالكلمة أو الفعل. محاولات تبييض الصفحات لن تُنسى، وسيبقى الشعب السوري واعيًا تجاه محاولات هؤلاء الذين سعوا لتغيير الحقائق.