يعدُّ الطفل العدواني مشكلة في أي أسرة، فهو يؤذي كل من حوله، ويقوم بتصرفات مثل الضرب والعض، فهذا يعني أنه قد تحول في شخصيته ويجب علاجه والتعامل معه، لأن الطفل العدواني يضر نفسه وغيره.
تقول الأخصائية النفسية (رغدة يحيى) في حديثها لوسائل إعلامية، بأن هناك أسباب لعدوانية الطفل، وبالمقابل يوجد خطة لتعديل سلوكه.
ولفتت الأخصائية بأن التقليد هو السبب الأول لعدوانية الطفل، حيث لا يمكن أن ينشأ الطفل العدواني إلا في بيئة مضطربة تعاني من المشاكل الأسرية، وعدم وجود المحبة والترابط بينها.
مشيرة إلى أن الطفل الذي يعاني من إهمال أسرته خاصة مع ولادة مولود جديد يصبح عصبياً وعدوانياً، وكذلك من يعاني من تدخل الآخرين بحياته ونشاطه، وكل صغيرة وكبيرة ممَّا يحد من حريته، فيصبح عدوانياً تعبيراً عن رفضه لهذه القيود، أو قد يكون نشأ على دلال زائد من الوالدين.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
مبينة أن الطفل الذي يشعر بالإحباط المستمر، وعدم تحقيق رغباته في ظل أسرة صارمة أو ظروفها سيئة، أو تعرضه لصدمة طلاق الوالدين مثلاً، تحوله لطفل عدواني.
وأوضحت الدكتورة بأن العدوانية وسيلة لكي يحصل الطفل على طلباته ورغباته مهما كانت، وقد يقوم بدور التهديد مقابل ذلك.
والخطوة الأولى في تعديل سلوك الطفل العدواني هي وجود القدوة في حياته، بحيث يكون الأب والأم هما قدوته الأولى.
كذلك يجب أن يعيش الطفل في بيئة لا تعاني من خصلة البخل؛ فالبخل على الطفل وشعوره بالنقص من أسباب عدوانيته، حيث يقوم بضرب وعض الأطفال الآخرين.
على الأم أن تقرب المسافة بين الأب والطفل وكذلك بين الأم والطفلة، فالحضن والمحبة والتفاهم وممارسة الهوايات مثل قراءة قصة يمكن أن يسحب الطفل نحو الهدوء وضبط الأعصاب.
اقرأ أيضاً: في يوم واحد..حريقان في مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان
وعلى الأم أن تحتضن الطفل وتشعره بأهميته، وتسند إليه بعض الأعمال المنزلية لكي تسحب منه طاقته السلبية، ويفرغ طاقته فيما يفيد.
وعليه أن يعتني بالمولود الجديد مثلاً تحت نظر الأم، وتقنعه الأم أنه الأقوى ويجب عليه أن يساعد الضعيف، كذلك قضائها وقتًا أطول مع طفلها، ومشاركته بنشاطات متعددة.
يجب على الأم أن تتحدث بصوت هادئ أمام عدوانية طفلها ونوبات غضبه، وتساعده لكي يملأ وقت فراغه مثل أن يرسم أو يلون، وعدم الإفراط بالعقاب كما يجب عدم مدح الطفل لكيلا يصبح معجبًا بنفسه، ولا يستهين بالآخرين.