في تصريح أطلقه السيد أنس الحجي، مستشار التحرير في منصة الطاقة المتخصصة، أشار إلى خطورة البيانات القديمة المتداولة بشأن الثروات النفطية في سوريا. وأوضح أن معظم الأرقام المتداولة تعود إلى دراسات أجريت قبل أكثر من عقد، وتحديدًا في عام 2010، وهي تتحدث عن إجمالي المخزون النفطي دون النظر إلى الكميات القابلة للاستخراج فعليًا.
خطورة حقول النفط السورية
كشف الحجي عن وجود إشكاليات خطيرة في عدد من الحقول النفطية السورية، والتي وصفها بأنها لا تصلح للاستغلال بسبب استخراج مياه ملوثة بمواد مشعة. وأشار إلى أن هذه المواد تمثل تهديدًا قاتلًا للسكان، إذ تؤدي إلى أمراض قاتلة وتشوهات خلقية، وهو أمر أكدته بيانات علمية عديدة.
اقرأ أيضاً: ملف المعتقلين السوريين: مأساة مستمرة بعد سقوط نظام الأسد
وأضاف أن بعض الآبار العميقة تُخرج مياه تحتوي على مستويات عالية من المواد المشعة، التي تذوب في المياه نتيجة للوصول إلى أعماق كبيرة. وبيّن أن هذه المواد الملوثة لا تقتصر على التأثير على المياه السطحية فحسب، بل تلوث المياه الجوفية أيضًا، مما يهدد مستقبل المناطق المحيطة بهذه الآبار.
التصرفات العشوائية تزيد الأزمة
تطرق الحجي إلى الكارثة التي حصلت خلال الأعوام 2012 إلى 2014، حيث قامت جهات محلية بالسيطرة على بعض المناطق النفطية، وعمدت إلى استخراج النفط دون تنسيق مع شركات أو خبراء مختصين. وقال إن هذه الممارسات العشوائية أسهمت في تفاقم التلوث البيئي، إذ تُركت المياه الملوثة لتتسرب بشكل حر في البادية، مما أدى إلى تلوث الهواء والمياه الجوفية.
تحفّظ على ذكر المواقع
رغم خطورة الوضع، فضل الحجي عدم الإفصاح عن أسماء الحقول أو المناطق المتضررة، مشيرًا إلى أن الكشف عنها قد يؤدي إلى تداعيات غير مرغوبة. لكنه شدد على أهمية إغلاق هذه الآبار فورًا واتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة التلوث البيئي والصحي الذي أحدثته.
ضرورة التدخل العاجل
تصريحات الحجي تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتدخل المجتمع الدولي والمنظمات البيئية لمعالجة هذه الكارثة، التي تهدد حياة السكان المحليين وتفاقم من أزمات التلوث في سوريا. كما دعا إلى وضع استراتيجيات تنموية تعتمد على الخبرات المتخصصة في إدارة الثروات الطبيعية، لتجنب تكرار هذه الكوارث في المستقبل.