حلا إسليم
ماتزال الحرب في سورية مستمرة، ومايزال الأطفال في الشمال السوري المحرر يعيشونها، لكن رغم كل المآسي يحاولُ البعض أن يمنح هؤلاء الأطفال نظرة أخرى عن بلادهم المنكوبة، ليرسموا في أذهانهم صورًا غير الدمار عندما يسمعون باسم مدينتهم.
متحف إدلب أطلق دورة تدربيه للأطفال بعنوان: (أبجد هوز) لتعليم الأطفال صنع الصلصال والفخار، والنقش على الرقم الفخارية، وذلك يوم أمس السبت 7 آب.
وتعدُّ هذه الدورة فريدة من نوعها، ولم يقم مثلها سوى في العراق.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
صحيفة حبر التقت مع مدير متحف إدلب (الأستاذ أيمن النابو) في نهاية اليوم الثاني من الدورة، حيث أوضح لنا السبب الذي دفعهُ لإقامة مثل هذه الورشة بقوله: “نحن في الحقيقة هدفنا تطوير عمل المتحف، بحيث لا يقتصر على استقبال الزوار من مختلف الشرائح العمرية للتعرف على آثار المنطقة، لذلك أطلقنا الورشات والبرامج التعليمية التي تهدف إلى التعليم العملي للأطفال على الأدوات التراثية والأثرية، ومنها الكتابة على الرُّقم المسمارية وتعلم مبادئ الخط المسماري، بحيث تكون هذه فرصة للطلاب كي يخرجوا من الإطار النظري إلى العلمي، ويكتسبوا مهارات تعليمية جديدة.”
وتابع:” الورشة حققت الغاية المرجوة منها، وسيتم تطوير العمل لاحقًا ليشمل جوانب مختلفة من الصناعات “.
مدرب الورشة (السيد مصطفى محمد ديب) المختص في تدريب الصلصال والفخار، والمهتم بحفظ التراث الإنساني حدثنا عن تفاعل الأطفال بالورشة والهدف منها قائلاً: “نحن نعمل على إدخال التعليم مع الفن، وكذلك إدخال الدعم النفسي للطفل ومحاولة إخراجه من أجواء الحرب عن طريق تعاملهم مع الصلصال بتفريغ الطاقة السلبية.
أما عن إقبال الأطفال للفكرة، وكونها التجربة الأولى كانوا يمتلكون حماسًا كبيرًا ورغبة شديدة في التعلم، فقد تعاملوا مع الكتلة الطينية بسلاسة، واحتراف، وفن.
والورشة تهدف لتعزيز الهوية السورية، والحفاظ على التراث الإنساني، وكذلك دمج العملية التعليمة مع التراث. ”
وأكد لنا أن نجاح هذه الدورة سيفتح فضاءات أخرى للعمل على هذا المجال.
وقد أظهرت (السيدة أمل الحسين) كيفية ربط التعليم بالتراث حيث قالت: “لقد اخترنا إحياء التراث عن طريق الحرف التقليدية القديمة التي في طريقها للزوال، فكان لابد أن نُحيي التاريخ في ذاكرة الأطفال من خلال تعليم الطلاب بعض من اللغات القديمة كالمسمارية، وبعض الحرف كالنقش على الفخار.
اقرأ أيضاً: فريق سوري يحقق نقلة نوعية بالأطراف الصناعية بالشمال المحرر
أما عن الأدوات التي تم تصنعها من قبل الطلاب سيتم لاحقًا عرضها ضمن معرض خاص في متحف إدلب يُدعى إليه الطلاب من مدارس أخرى لتعريفهم بأهمية هذه الورشات، وأهمية الأعمال التراثية.
وختمت الحسين بقولها: “بمثل هذه الدورات نحاول أن نثبت جذورنا في البلاد، فعلاقة الإنسان بالطين بشجر الزيتون بالتجذر علاقة مشتركة أساسها البقاء.”