لجنة التفتيش الحزبي تكشف فساداً واسعاً في توزيع المساكن والسيارات في سوريا

كشفت لجنة التفتيش الحزبي عن مخالفات جسيمة في توزيع المساكن والسيارات، بناءً على توجيهات شفهية وعلاقات نفعية خلال قيادة الحزب السابقة.

ووفقًا للمصادر، أوصت اللجنة بمعالجة الخلل الإداري وإخلاء العشرات من القاطنين الذين شغلوا هذه المساكن بشكل غير مستحق، مما أدى إلى تهميش المعايير المهنية التي تضمن العدالة.

كما أوصت اللجنة بإعادة عشرات السيارات التي وزعت على أشخاص خارج الجهاز الحزبي، مما ألحق خسائر مالية كبيرة بموازنة الدولة على مدى السنوات الفائتة دون رقابة.

 تحقيقات مشتركة تكشف الفساد

بدأت تحقيقات مشتركة بين التفتيش الحزبي ووزارة الداخلية الشهر الماضي، وأسفرت عن القبض على مديرين نافذين في قيادة حزب “البعث”، بما في ذلك مدير المكتب المالي والمكتب الفني ومدير الشؤون القانونية. وصلت التحقيقات إلى اعترافات من داخل وخارج قيادة الحزب، كشفت عن فساد مالي وهدر للمال العام بقيمة عشرات المليارات.

وزعمت المصادر أنه تم استرجاع مئات آلاف الدولارات فور بدء التحقيقات، ويتم حاليًا إحصاء وتدقيق الكثير من حلقات الفساد وأماكن توطينها، والتي توزعت بين أموال الحزب وصفقات خارج العمل الحزبي بناءً على سلطة نافذي الحزب.

 فساد مالي كبير في جامعة “الشام الخاصة”

وفي سياق متصل، ذكر موقع “الجمل” أن تحقيقات بدأت في الصرفيات المالية لجامعة الشام الخاصة، وامتدت إلى مديرين ورؤساء الجامعة الحالي والسابق، وكشفت عن فساد بقيمة مليارات الدولارات في مشتريات الجامعة، بما في ذلك آليات النقل وكراسي عيادات طب الأسنان، فضلاً عن اكتشاف ودائع شخصية بأموال الجامعة للاستفادة من فوائدها.

وأكدت مصادر الموقع أن التحقيقات لا تزال مستمرة، وأوصت بالحجز على أموال بعض المشتبه بهم ومنع سفر آخرين، بعد توقيف المتورطين الرئيسيين. التحقيقات لا تزال في طور السرية، ومن المتوقع أن تكشف عن مزيد من المتورطين.

سوريا تتصدر قائمة الفساد العالمي

احتلت سوريا المرتبة الأولى في مؤشر الفساد العالمي لعام 2023، وفقًا لتصنيف “منظمة غلوبال ريسك”، الذي يرصد حالتي الشفافية والفساد في 196 دولة. أشار تقرير سابق لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز العمليات الانتقالية الدستورية في نهاية عام 2022، إلى أن الفساد المتنامي كان أحد الأسباب الكامنة وراء الثورة السورية عام 2011.

ذكر التقرير أن رأس النظام بشار الأسد، على غرار أبيه حافظ الأسد، اعتمد على شراء الولاء عبر منظومة محكمة من المحسوبية العائلية وجماعات المصالح، يضاف إليها اليوم أمراء الميليشيات “الأثرياء الجدد”.

إدلبالتفتيش الحزبيحزب البعثسوريانظام الأسد