نضال الحمود
استطاعت العديد من النساء السوريات النجاح في ميدان العمل وتحقيق الذات في ظل الظروف القاسية التي فرضتها الحرب عليهنّ، فحجزنَ لأنفسهنَّ مكانًا كبيرًا في مختلف المجالات المهنية، لاسيما في مجال العمل الإنساني بمناطق الشمال الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
منظمة (عدل وتمكين) أطلقت نوعية جديدة من التدريبات المخصصة للنساء في مركز بلدة (كفريحمول) بريف إدلب، التدريبات تُعنى بالأمن الرقمي وتقوية السيدات على مواجهة محاولات التجسس والاختراق عبر الحواسيب والهواتف.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
وتحصينًا للسيدات من جرائم الابتزاز التي بدأت تظهر في الفترة الأخيرة عبر التجسس والاختراق الرقمي، بدأت المنظمة بتدريبات هي الأولى من نوعها في ريف إدلب لحماية السحابات الشخصية والملفات الخاصة من التجسس.
(أفنان عبدان) 30 عامًا، مدربة الأمن الرقمي بمنظمة (عدل وتمكين) توضح لنا ماهية التدريب بقولها: “من خلال هذا التدريب تعرفت السيدات على كيفية حماية هويتها الرقمية وكيفية إنشاء حساب خاص بها، وكيف تحمي هذه الحسابات، وأيضًا حماية هاتفها واللابتوب من عمليات الاختراق والفيروسات وهجمات الهندسة الاجتماعية، والتعرف على محاور متعددة تمارس من خلالها نشاطها الرقمي بأمان على السايبر.”
اقرأ أيضاً: أردوغان يهدد نظام الأسد ويرفض وصف بوتين بالقاتل!
تسعى المنظمة إلى كسر الصورة النمطية للسيدات، وتأهيلهنَّ للدخول في تخصصات جديدة في البرمجيات وصيانة الحواسيب والهواتف الشخصية، ومجالات لطالما كانت حكرًا على الرجال وسببت حرجًا كبيرًا للنساء في صيانة وتطوير ما لديهنَّ من حواسيب وحسابات شخصية.
(علا الأحمد) ٢٥عامًا متدربة ضمن المركز تقول: “من خلال التدريبات التي شاركت بها في الأمن الرقمي، أصبحت أعرف كيفية تأمين حساباتي في الإنترنت ووسائل التواصل من الاختراق، وعرفت منع اختراق هاتفي من الفيروسات ومن أي شخص يحاول ذلك، لقد استفدت كثيرًا لأنني عرفت أشياء عديدة لم أكن أعرفها وليس لدي علم بها من قبل، إذ يمكننا حماية الواتساب من التجسس، وكذلك الفيس بوك كالتحقق بخطوتين، وتعلمت ربط الحسابات بحسابات أخرى، وتأمن كلمة السر بكلمة سر قوية.”
تضيف مديرة مركز كفريحمول ومسؤولة المشروع الأول (رانيا حاج قاسم) ٤٠عامًا: “فكرة المشروع هي انعكاس لرغبة النساء في ريف إدلب بأن تتكون مشاريع جديدة يستطعنَ من خلالها تحقيق ذاتهنَّ، وفي الوقت نفسه (عدل وتمكين) أخذت على عاتقها منذ بداية تأسيسها عام٢٠٢٠ بأنها تكسر الصورة النمطية لعمل النساء عبر التمكين الاقتصادي والمشاريع غير التقليدية.”
وتتابع (القاسم): “بالنسبة إلى مشروع صيانة الجوالات والحواسيب رأت المنظمة أن هذه المهنة غير مقتصرة على الرجال فقط، مع العلم دائمًا التوصيف لهذه المهنة يكون مختصًا للرجال فيها، نظرًا لحالات الابتزاز للنساء وجهلهنَّ في المبادئ والمفاهيم الرقمية، أيضًا لسبب مهم كثيرًا جعلنا نطرح هذه الفكرة هو قتل أخ لأخته فقط لأنه تسربت صورها على مواقع التواصل الاجتماعي.”
ثلاثة أشهر على انطلاق عمل المنظمة في ريف إدلب تمكنت من استقطاب عشرات المتدربات من عدة مناطق عبر برامجها المتنوعة التي باتت تشكل مساحة حوارية آمنة للسيدات وخطوة مهمة في تحقيق التماسك المجتمعي والدمج بين النازحات والمقيمات، كما تركّز في دوراتها على مواجهة العنف ضد المرأة وزيادة وعيها بحقوقها وواجباتها.