عُرفت لمى محمد عبّادي بالرسامة النشيطة التي لا تعرفُ اليأس، وهي تنحدر من مدينة جسر الشغور في ريف إدلب مواليد عام 1990، وتسعى جاهدة لتطوير نفسها في مجال الرسم كهواية ورغبة لها، وذلك منذ أن بلغت سن الرابعة لأنها تجد نفسها في كفنانة فقط.
وقالت أم لمى في مقابلة مع صحفية لحبر: لقد اكتشفنا موهبةَ لمى منذ صغرها، وذلك بعدما أعطيناها ورقة وقلم لترسم كباقي الأطفال لتملأ فراغها كطفلةً تبلغ من العمر 4 سنوات، خصوصاً أننا كأمّ وأبٍّ كنّا مشغولين فوجدنا أن الطفلة كانت تستمع جداً بقضائها وقتاً طويلاً مع الورق والأقلام والألوانِ.
وبعد أسبوعٍ تماماً بدأت بتعبئة الرسومات التي ترسمها بشكل جميل جداً، ليلفتَ ذلكَ انتباهنا، لتتمكن بعد عامٍ تماماً كم أن ترسم بخطوط متّزنة بمساحاتٍ لونية منسقة كفنانة رسم تبلغ في المجال أكثر من عشرين عاماً.
محمد صلاح يتبرع لإعادة بناء كنيسة أبو سيفين
وتابعت أم لمى: حاولنا بشكل مستمر صناعة شخصية لمى المحببة غير المنطوية على نفسها بسبب وضعها وفقدانها السمع وعلى أن للمى أصدقاء وأقران ومحبين لها كغيرها من الفتيات، لتستجيب لمى لذلك على أنها إنسانة طبيعية كما حاولنا أن نعمل مسبقاً، وأخبرنا لمى على أن فقدانها السمع والنطق شيء طبيعي جداً فالكثير من الناس مثلها والكثير من الأطفال كذلك.
وبحثنا لها على البرامج الكرتونية والبرامج التلفزيونية التي يكون محورها التحدث بلغة الإشارة لتتغلب على مشكلتها بالنطق والسمع، وأشارت أم لمى إلى والد لمى الذي كان له الدور الأكبر في تطوير مهارة لمى في الرسم، ويعود ذلك لأنهُ رسام وفنان في الرسم، فهو من عمل على تطوير لمى بشكلٍ ملحوظ من خلال إعطائها القواعد اللازمة لتستطيع أن تصقل موهبتها بشكل أفضل، فقد عمل والد لمى كثيراً في تعليمها لتصل لبر الأمان في الرسم، وعندما بلغت لمى 17 من العمر أرسلها والدها إلى إدلب، لكي تكمل تعليمها في الرسم عند معلمين مختصين في هذا المجال، لتبقى ثلاث سنوات تذهب للمركز الثقافي في إدلب لتكمل مسيرتها الفنية، وأخبرت أم لمى حبر عن أبرز اللوحات الفنية التي رسمتها الفنانة لمى والتي كانت تدور وتجسد معاناة الناس وتجسد الواقع الأليم الذي يعيشه غالبية الناس شمالي سورية، حيث كان من أبرزها اللوحات التي ترسم معاناة الناس بعد كل قصفٍ مدفعي من قبل جيش نظام الأسد، وبعد كل غارةٍ جوية كانت تشنها الطائرات على المدنيين في شمالي سورية، كانت تحاول الفنانة أن ترسم وتبدع في نقل المعاناة قدر المستطاع إلى الناس في الخارج، حتى كانت تحاول أن ترسم الوضع النفسي للناس بعد القصف، ووجود الفقر المدقع لهم، وأشلاء الناس بين الأنقاض.
وأكدت أم الفنانة لمى أن حلم لمى هو إقامة معرض للرسم لنقل معاناة الناس في الداخل السوري في تركيا علماً أنها شاركت في العديد من المعارض في الداخل، ولكن الفنانة تريد أن تنقل المعاناة بشكل أفضل لخارج الشمال السوري وهذا ليس حلم لمى بل حلمي أنا ووالدها، وتخرج من تركيا للعالم لكي تنقل ما يحصل لدينا داخل البلد أكثر فاللوحات المرسومة تتحدث كثيراً عن آلام عاشها الناس هنا، و أشارت أم الفنانة لمى أن ما يحصل في الداخل ربما معروف بالنسبة لدول الجوار ولكن غير معروف بالشكل الحقيق لدول العالم ونريد كعائلة لمى أن يتحقق هذا الحلم وتصل لمى لمبتغاها في نقل معاناة الشعب السوري للمحافل الدولية بشكلً أكبر.
واستطاعت الفنانة لمى محمد عبّادي أن تشارك في العديد من المعارض المحلية، وافتتحت معرضاً خاصاً بها ولأول مرة في المعرض الثقافي في مدينةِ جسر الشغور والذي كان في عام 2011، وحصلت الفنانة على العديد من التكريمات، كان آخرها تكريم في معرض بمدينة اعزاز.