سنعلمكم بأن الحجر يؤكل..وأن الموت جوعا أكرم..سنعلمكم بأن الحرة لا تصافح مغتصبيها، ولن نصالح هذا أحد التعليقات التي جاءت رداً على تصريح وزير الخارجية التركي “مولود تشاووش أوغولو” والذي دعا من خلاله إلى مصالحة بين النظام والمعارضة.
وقد أعلن الوزير إثر هذا التصريح، أنه أجرى محادثة قصيرة مع وزير خارجية النظام السوري في اجتماع دول عدم الانحياز ببلغراد بحسب وكالة الأناضول، ليعطي جدية كبيرة للسياق السابق يجعله بعيداً عن كونه مجرد تصريح سياسي، مما أشعل موجة غضب عارمة بين صفوف الثوار السوريين سواء في الداخل السوري أو في الخارج.
ميدانياً خرجت مظاهرات حاشدة في العديد من المناطق المحررة في الشمال السوري بتاريخ الخميس (١١/٨/٢٠٢٢) توزعت بين إعزاز ومارع وتل أبيض والباب والراعي و جرابلس ورأس العين في الحسكة وفي إدلب، أكّد فيها المتظاهرون رفض المصالحة مع النظام السوري بعد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والجرائم التي فعلها بحقهم، وحمل المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات من قصيدة الشاعر (أمل دنقل) الشهيرة (لا تصالح) وغيرها من العبارات مثل: (لاتصالح لا استسلام حتى يسقط النظام) وذلك تأكيداً على موقفهم الثابت ضد النظام وضد الدعوة إلى السلام معه.
وعلى الصعيد العسكري أكد قادة عسكريون في الجيش السوري الحر على رفضهم الصلح منهم القائد العام لفرقة الحمزة (سيف أبو بكر) وقائد أركان هيئة ثائرون والقائد العام لفرقة المعتصم للتحرير (المعتصم عباس) وذكر القيادي في الفيلق الثالث (أبو أحمد نور) في تغريده له على حسابه في توتير رفض المصالحة مع نظام الأسد بقولة :(نعم قد نصالح، إذا حضر الصلح غياث مطر ، ووافق عليه حمزة الخطيب، ووقع عليه حجي مارع …)
من جهة أخرى قام ثوار مدينة إعزاز باستهداف مواقع النظام وقسد في منّغ والعلقمة ومرعناز بالأسلحة الثقيلة، تأكيدًا منهم على رفض المصالحة. وفي نفس السياق طالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فصائل المعارضة السورية بفتح الجبهات على النظام السوري ومن معه من ميليشيات إيرانية وروسية مسلحة وضرب اتفاقيات الضامن وتحرير الأراضي التي تقع في متناولهم.
وخرجت مظاهرات أيضاً اليوم الجمعة (١٢/٨/٢٠٢٢) باسم جمعة الغضب أو جمعة لا تصالح في جميع أنحاء الشمال السوري المحرر رفضاً لهذه المصالحة وحذر المتظاهرين من العبث السياسي بمستقبلهم، كما أكدوا على أهمية الالتزام بالمظاهرات السلمية وحماية المؤسسات العامة والمنشآت وإدانة أي تخريب يقع خلال هذه المظاهرات.
وتبعاً لهذه الأحداث والتطورات قامت وكالة الأناضول التركية والعربية بتعديل نص التصريح الذي نشرته أمس باستبدال كلمة صلح بكلمة اتفاق ليصبح النص:
“علينا تحقيق اتفاق بين المعارضة والنظام في سوريا”. كما قالت الخارجية التركية في بيان لها أنها تدعم الوصول إلى اتفاق يحقق مطالب الشعب السوري.
وبحسب وكالة (خبر) التركية فإن مديرية الاستخبارات العامة التركية أرسلت رسالة عاجلة إلى أنقرة إثر ازدياد الاضطرابات والاحتجاجات في الشمال السوري، وانتشرت أنباء عن إمكانية خروج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بكلمة مساء اليوم الجمعة بخصوص هذا الأمر.