مؤتمر باريس.. توافق دولي لدعم الانتقال السياسي في سوريا وحماية استقرارها

أعلنت 20 دولة إقليمية وغربية، خلال مؤتمر باريس، التزامها الكامل بدعم سوريا في مرحلة ما بعد بشار الأسد، مؤكدين على ضرورة حماية البلاد وضمان انتقال سياسي سلمي وفقًا للقرار الدولي 2254.

وأصدرت الدول المشاركة في مؤتمر باريس لدعم سوريا بيانا لم يوقع عليه الجانب الاميركي.

وعلى الرغم من التحفظ الأميركي على البيان المشترك الصادر عن الدول المشاركة في مؤتمر باريس لدعم سوريا، والذي حرص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على حضور بعض جلساته، وقع البيان من قبل حكومات سوريا، والبحرين، وكندا، ومصر، وألمانيا، واليونان، وفرنسا، والعراق، وإيطاليا، واليابان، والأردن، والكويت، ولبنان، وعُمان، وقطر، والسعودية، وإسبانيا، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والمبعوث الأممي الخاص لسوريا، والأمين العام لجامعة الدول العربية، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي.

إجماع دولي على دعم الانتقال السياسي

خرج المؤتمر ببيان مشترك يعكس توافقًا دوليًا واسعًا، حيث شدد المشاركون على دعم “عملية انتقالية يقودها السوريون أنفسهم”، مع تقديم المساعدة السياسية والاقتصادية لضمان نجاح الحكومة السورية الانتقالية. كما أكد البيان على منع أي جماعات إرهابية من استغلال الفراغ السياسي لخلق ملاذات آمنة داخل سوريا.

اقرأ أيضاً: تدفقٌ بشريٌّ عبر الحدود..معابر سوريا تستقبل مئات الآلاف خلال…

وأشار البيان إلى اعتراف الدول المشاركة بالحكومة الانتقالية، ودعمها في جهودها لتحقيق وحدة الأراضي السورية، إضافةً إلى دعوة المجتمع الدولي إلى تكثيف المساعدات الإنسانية وإطلاق آليات جديدة لإعادة إعمار البلاد.

فرنسا تدعو للتعاون مع التحالف الدولي ضد داعش

في كلمته خلال المؤتمر، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أهمية التعاون الأمني والعسكري بين السلطات السورية الجديدة والتحالف الدولي لمحاربة داعش. وقال ماكرون:

“محاربة الإرهاب تظل أولوية قصوى، والتعاون مع التحالف الدولي سيضمن استقرار سوريا ويحول دون وقوعها في فوضى جديدة.”

كما أعرب عن قلقه من محاولات إيران استغلال الوضع السوري لتعزيز نفوذها في المنطقة، مشددًا على أن فرنسا ستكثف جهودها لمنع أي تهديد يمسّ سيادة سوريا وأمنها.

زيارة تاريخية لوزير الخارجية السوري إلى الاتحاد الأوروبي

في سياق التحركات الدبلوماسية، قام وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بأول زيارة رسمية له إلى الاتحاد الأوروبي منذ الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر الماضي. وخلال زيارته، التقى عددًا من كبار المسؤولين، بينهم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ووزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي، ونائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز، إلى جانب المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون.

وتأتي هذه الزيارة في ظل مساعي الحكومة الانتقالية السورية لتعزيز علاقاتها الدولية، وتهيئة الأرضية لإعادة إعمار البلاد، بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين.

خطوة نحو مستقبل جديد لسوريا

يُعد مؤتمر باريس نقطة تحول بارزة في المسار السياسي السوري، حيث يعكس توافقًا دوليًا نادرًا على ضرورة إنهاء الصراع وإرساء دعائم الاستقرار. وبينما تبقى التحديات قائمة، فإن الدعم الدولي المتزايد للحكومة الانتقالية يبعث الأمل في إمكانية استعادة سوريا لوحدتها واستقرارها، بعد أكثر من عقد من النزاع.

أخبار سورياتوافق دوليسوريامؤتمر باريس