ماذا يخبّئ لقاء أردوغان- بوتين المرتقب؟

علي سندة

علي سندة

 

صرَّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيلتقي الرئيس الروسي بوتين خلال الأيام القليلة القادمة، وسيكون اللقاء ثنائيًا دون وجود وفدي البلدين، وعلى رأس الأجندة سيكون الملف السوري، ومن المقرر عقد اللقاء يوم 29 أيلول الجاري في مدينة سوتشي الروسية، وقد أكد الكرملين في وقت سابق أن الرئيس التركي سيكون في زيارة نظيره الروسي، فما الذي يخبّئه هذا اللقاء؟

سبق تحديد موعد اللقاء بين الرئيس التركي أردوغان ونظيره الروسي بوتين إرهاصات تُنبئ عنه وربما يكون مفصليًا لإيجاد حل في الشمال السوري، إذ إن بوتين عمل على إخضاع درعا لنظام الأسد في الأسابيع الماضية، ثم استدعى عامله في دمشق (بشار الأسد) إلى موسكو بشكل فجائي، ومن هناك قال: إن نظام الأسد يسيطر على 90% من الأراضي السورية، وهذه العبارة ليست اعتباطية، كأن بوتين يريد القول: إن شرق الفرات تحت السيطرة، وإنه سيفوز بالتركة الأمريكية هناك لو انسحبت القوات الأمريكية من شرق الفرات على غرار أفغانستان، ولم يبقَ من السيطرة على كامل سورية سوى 10%، وعنى بها الشمال السوري، وفي ذلك رسالة قوية إلى تركيا خاصة في ظل التصعيد العسكري بإدلب وأريافها.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

أما الإرهاصات التركية فكانت من خلال تصريحات الرئيس التركي أردوغان يوم أمس الجمعة بأن نظام بشار الأسد تحول إلى بؤرة يهدد الجنوب التركي، في إشارة إلى عدم رضاه عمَّا يحدث من تصعيد شمال سورية، وهو إيحاء لموسكو حليفة الأسد بأن أنقرة غير مستعدة لتقديم تنازلات جديدة، ويؤكد ذلك دعوة أردوغان لروسيا لاتخاذ مواقف جديدة في سورية تصبُّ في مصلحة أنقرة، كأنه أراد القول لموسكو إن مصلحتها الأدوم مع تركيا، منطلقًا من العلاقات الاقتصادية بين البلدين والحاجة لبعضهما، خاصة عندما يشتد الخناق الأمريكي عليهما، وقبل أيام قال الرئيس أردوغان: إن بايدن يزود الجماعات الإرهابية شرق سورية، ويعني ميلشيا قسد، بكافة أنواع الأسلحة والذخائر، وهذه إشارة منه أن أنقرة ماتزال رقمًا صعبًا في شرق الفرات ولن تسكت عن أي محاولات إرهابية ترمي إلى زعزعة أمنها جنوب البلاد، ومسألة وضعها في مساومة بين شرق الفرات والطرق الدولية لا سيما فتح طريق M4  والتصعيد على جبل الزاوية، لن يكون ورقة تبتزها كون أمنها فوق كل شيء.

إن اللقاء المرتقب بالنسبة إلى أنقرة ينبع من نظرتها الأمنية إلى حدودها، من خلال وجود جماعات ترى فيها أنها إرهابية، لاسيما ميلشيا قسد وتنظيم PKK، والأمر الآخر أنها ترى في نظام بشار نظامًا معاديًا يستمر في زعزعة الأمن التركي عبر عملائه، وتركيا قدمت الكثير من التنازلات في الشمال السوري، ويبدو أنها وصلت إلى نقطة الصفر، والمقاتلون الأتراك مع عتادهم الثقيل في سورية ليسوا للتنزه، لذلك سيكون اللقاء التركي الروسي مفصليًا بعد أيام.

ولاية تركية توصي السوريين بتوصيات غريبة بينها عدم الإكثار من التوابل!

أما اللقاء بالنسبة إلى موسكو هو تتويج لطبخة حضرها الكرملين مع عملائه وبقي على أنقرة أن تعرفها، خاصة أن رائحتها ظهرت من خلال التصعيد الروسي الأخير شمال سورية، وستكون آخر اختبار لصبر أنقرة.

ومتوقع أن ما سيتم طرحه في لقاء بوتين- أردوغان بعد أيام قليلة لن يخرج عن نقطتين مهمتين: إعادة تثبيت وقف إطلاق النار بصيغة جديدة، وإيجاد تعاون لحل المسألة السورية كون البلدين فاعلين على الأرض السورية، وتربطهما مصالح مشتركة إقليمية ودولية.

أردوغانإدلباجتماع بوتين أردوغاناجتماع سوتشيالمعارضة السوريةبوتينتركياسورياعلي سندة