أثار مقتل المراهق الجزائري نائل، البالغ من العمر 17 عامًا، احتجاجات واسعة في فرنسا لليلة الرابعة على التوالي، خاصة في منطقة نانتير الواقعة إلى الغرب من باريس، حيث نشأ الضحية.
ووفقًا لتقارير الإعلام الفرنسي، كان نائل يعمل في توصيل طلبات البيتزا ويمارس رياضة الرُكبي.
كانت حياة نائل الدراسية مضطربة إلى حد ما، حيث كان مسجلًا في كلية سوريسن للحصول على تدريب كفني كهرباء. وكانت نسبة حضوره في الكلية ضعيفة، وعلى الرغم من أنه لم يكن لديه سجل جنائي، إلا أنه كان معروفًا لدى الشرطة.
ووفقًا لأشخاص يعرفون نائل، فإنه كان محبوبًا في نانتير وعاش مع والدته، مونيا، بينما كان لا يعرف والده. وفي الصباح الذي قتل فيه، قبلته والدته وودّعته بكلمات الحب قبل أن تذهب إلى العمل.
اقرأ أيضاً أمريكا تحدد أربع نقاط لمكافحة تجارة المخدرات المرتبطة بالأسد
في التاسعة صباحًا، تعرض نائل لإطلاق نار قريب المدى في صدره أثناء قيادته سيارته مرسيدس في نقطة تفتيش مرورية. وقد أعربت والدته عن حزنها وتساءلت عما يمكنها فعله الآن، حيث كرست حياتها لرعاية نائل، الذي كان صديقها المقرب.
نائل شارك في فريق رياضة الرُكبي “ذا بايريتس” في نانتير على مدار السنوات الثلاث الماضية. وكان جزءًا من برنامج إدماج مخصص للمراهقين الذين يواجهون صعوبات في التعليم. يهدف البرنامج، الذي يديره مؤسسة خيرية، إلى توجيه المراهقين في المناطق المحرومة لتلقي تدريبات مهنية صناعية، وكان نائل يهدف لأن يصبح فنيًا كهربائيًا.
جيف بييش، رئيس مؤسسة الخيرية التي تدير البرنامج، أشاد بنتائجه الإيجابية وقال إن نائل كان شابًا يتطلع للاندماج الاجتماعي والمهني، ولم يكن مهتمًا بالمخدرات أو الجريمة، وهو عكس الصورة المشوهة التي رُسمت له عبر منصات التواصل الاجتماعي.
يجدر بالذكر أن عائلة نائل من أصول جزائرية، وقد ارتكب الشاب خمس مخالفات تتعلق بالفحص المروري منذ عام 2021، والمعروفة بـ “رفض التعاون”. وفي الأسبوع الماضي، تم احتجاز نائل بسبب رفضه التعاون مع رجال الشرطة المرورية، وكان من المقرر أن يمثل أمام محكمة القاصرين في سبتمبر المقبل.
علق زعيم الحزب الاشتراكي أوليفييه فور على الحادثة قائلاً: “رفض التوقف لا يبرر القتل. جميع أبناء الجمهورية لهم الحق في العدالة”.