ما هي حقيقة أقبية سجن صيدنايا؟.. معتقل سابق يروي الطريق!

مرح جاويش 

 

في ظلال الجدران الباردة لسجن صيدنايا، حيث تتشابك حكايات الألم والصبر، تختبئ تفاصيل تكاد تكون مفتاحًا لتحرير أولئك الذين غُيّبوا عن أنظار أحبائهم وأحلامهم.
وسط هذا الظلام الحالك، تظهر رواية أحد الناجين من صيدنايا شاهدةً على أسرار المكان وسبل التحرر منه، لتصبح كلماته نبراسًا يُضيء درب الأمل في قلوب تنتظر اللقاء.

في هذا المقال، نسبر أغوار تلك التفاصيل التي تمثل بصيص أمل لأسر المعتقلين، ونتلمس فيها خيوط الحقيقة التي قد تنسج حكايات جديدة عن الحرية والانتصار على القيد.

الطريق الأول للدخول

يقول عصمت عبد المجيد، وهو معتقل سابق في سجن صيدنايا، لـ”حبر”: “السجن الأحمر يتميز بأرضياته الحديدية، والسبب وراء ذلك هو التحضير للقتل السريع في حال حدوث استعصاء بين السجناء. بالإضافة إلى وجود فوهات لتدفق المياه في مهاجع السجن، حيث يتم ضخ المياه وكبس أزرار من خارج السجن، مما يؤدي إلى صعق المعتقلين بالكهرباء بشكل سريع. كما أن باب الزنزانة مفتوح من الأسفل بمسافة 5 سنتيمترات، ما يتيح رؤية أقدام العساكر أثناء مرورهم.”

اقرأ أيضاً: إدارة العمليات العسكرية تصدر تعليمات للمناطق المحررة حديثًا

وأشار عبد المجيد إلى أن هذه المعلومات قد تساعد الباحثين في العثور على السجن الأحمر عبر تتبع سراديب المياه المتصلة به. وأضاف: “هناك قسم آخر يبعد حوالي 300 إلى 400 متر عن السجن الأحمر، يُعرف بـ’هنكارات تحت الأرض’. عند فتح أبوابها، كنا نسمع أصوات جنازير، وكأنها أبواب قبو.”

وأوضح أن المهاجع كانت بطول 7 أمتار وعرض 4 أمتار، وتضم ما بين 150 إلى 200 معتقل. وأكد وجود زنزانات بأرضيات حديدية قائلاً: “أؤكد لكم وجود زنزانات أرضيتها من حديد. أتابع الأخبار باستمرار، ولم أرَ حتى الآن فرق الإنقاذ تدخل هذه الزنزانات.”

الطريق الثاني

يتحدث عبد المجيد عن سرداب داخل السجن الأحمر يؤدي إلى ساحة الإعدامات. وأضاف: “من هذه الساحة، يتم نقل جثث المعتقلين المُعدَمين إلى مستشفى 601 في حي المزة. يمكن لفرق الإنقاذ استخدام هذا السرداب للدخول إلى السجن الأحمر.”

 

وأشار إلى أن السجن الأبيض في صيدنايا يتكون من ثلاثة أقسام: قسم الإدارة، القسم الأبيض، والقسم الأحمر. وتابع: “عند دخول المعتقل إلى السجن الأبيض، يتم فرزه بناءً على نوع محاكمته. إذا كانت محاكمته ميدانية، يُرسل إلى السجن الأحمر. أما إذا كانت محاكمته بتهمة الإرهاب، يُبقى في السجن الأبيض.”

 

وأضاف عبد المجيد أن المعتقلين ينقلون إلى السجن الأحمر عبر سرداب من داخل السجن الأبيض، تحت حراسة دورية كاملة من العساكر الذين يقيدونهم بالسلاسل ويغطون أعينهم.

 

رأي آخر حول الأقبية

من جانبه، قال رياض أولر، المدير التنفيذي المشارك برابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، لـ”حبر”: “أعداد المفقودين في سوريا تتجاوز بكثير عدد المعتقلين الذين خرجوا من سجن صيدنايا. بحسب الأمم المتحدة، هناك ما يقارب 130 ألف مفقود، بينما دخل سجن صيدنايا نحو 37 ألف شخص منذ 2011 وحتى نهاية 2020، وخرج منهم فقط 6 أو 7 آلاف.”

 

وأشار أولر إلى وجود معتقلين في أماكن أخرى غير صيدنايا، مثل هنكارات المخابرات الجوية وأقبية أمن الدولة والأمن السياسي. ونفى وجود أقبية تحت الأرض في سجن صيدنايا قائلاً: “المكان الوحيد تحت الأرض الذي نعرفه هو المنفردات التي تسميها إدارة السجن ‘أ يسار’ و’ب يمين’. بالإضافة إلى مخازن المؤن مثل الأرز والسكر. أما الحديث عن أقبية تحت الأرض مخصصة للمعتقلين فهو غير دقيق.”

 

وأضاف: “التأكد من صحة هذه الروايات يتطلب عمل فرق الدفاع المدني، ولكن يجب توفير ظروف ملائمة لهم بعيداً عن الضجيج وإطلاق النار.”

 

وختم حديثه قائلاً: “الوثائق التي كانت متوفرة في السجن كانت تحمل إجابات على كثير من الأسئلة المتعلقة بالمفقودين، لكنها الآن إما تحت الأقدام أو تم إتلافها.

أقبية سجن صيدناياسجن صيدناياسجون النظامسوريامرح جاويش