محمد حداقي: “الخوف أسكت صوتي لكن الحلم بسوريا أفضل لم يمت”

فتح الفنان السوري محمد حداقي نافذة على تجربة مريرة عاشها خلال سنوات طويلة من الصراع والقمع في سوريا. كشف حداقي عن تأثير الخوف الذي كبّله لسنوات وعن جهوده لمساعدة زملائه الفنانين على الهروب من بطش النظام السوري، مشيرًا إلى أن الحلم بسوريا حرة وديمقراطية ما زال حيًا رغم كل الصعاب.

“ساعدت محمد آل رشي وفارس الحلو على الهروب”

روى حداقي تفاصيل مؤثرة عن مساعدته للممثل محمد آل رشي على مغادرة سوريا عندما كان النظام يلاحقه بسبب مواقفه المعارضة. وقال: “استضفته في منزلي لفترة، ثم نقلته إلى بيت آخر مع الفنان فارس الحلو لمدة شهر تقريبًا. بعد ذلك، تيسرت الأمور وتمكنا من تأمين خروجهما من سوريا. كنا نحلم بسوريا أفضل، سوريا حرة تُحترم فيها الكرامة الإنسانية.”

وأكد أن هذه المساعدة كانت واجبًا إنسانيًا وأخلاقيًا، مضيفًا: “لم يكن الأمر سهلًا، لكنه كان جزءًا من حلم مشترك جمعنا جميعًا. الحلم بوطن خالٍ من الخوف والقمع.”

“24 عامًا من الصمت تحت وطأة الخوف”

في حديثه، اعترف حداقي بأن الخوف من النظام جعله يفقد شجاعته لاتخاذ موقف معارض علني. وقال: “فقدت صوتي بسبب الخوف. على مدار 24 عامًا، لم أتمكن من إعلان رأيي ولو مرة واحدة. تربيت على الخوف الذي زرعه النظام في حياتنا منذ الطفولة، وهذا الخوف كان حاضرًا حتى قبل حديثي إلى ‘العربية’.”

اقرأ أيضاً:  مجلس الأمن: سوريا على مفترق طرق بين استعادة الاستقرار أو…

وأشار إلى أن الخوف لم يكن شعورًا عابرًا، بل حالة نفسية متجذرة أثرت على خياراته وحياته المهنية. وأضاف: “اليوم أحتاج إلى وقت لأتأقلم مع حقيقة غيابي عن التعبير عن نفسي طيلة تلك السنوات.”

“الاستعلاء عدو النهضة، والكذب هو إرث النظام”

وجّه حداقي انتقادات لاذعة لنظام بشار الأسد، مؤكدًا أن سياسات الاستعلاء والقمع كانت السبب الرئيسي في تدمير المجتمع السوري. وقال: “الاستعلاء هو العدو الأول لأي نهضة اجتماعية. لقد غيّر النظام مفاهيم الشرف إلى الكذب، وجعل القيم الأخلاقية تُدار وفقًا لأجنداته الخاصة.”

وأضاف أن نظام الأسد ليس مجرد نظام سياسي، بل منظومة تشوه القيم الإنسانية وتقتل الإبداع، ما جعل الحرية في التعبير حلمًا بعيد المنال لسنوات طويلة.

“الحلم بسوريا الحرة مستمر”

رغم كل ما عاناه، أبدى حداقي أمله في المستقبل، مشيرًا إلى أن العمل الجاد هو الخيار الأفضل الآن لإعادة بناء سوريا على أسس الحرية والعدالة. وقال: “ربما لم أكن شجاعًا كفاية في الماضي، لكن الأهم أننا اليوم قادرون على العمل معًا لإعادة بناء وطن يليق بنا جميعًا.”

وختم حداقي حديثه برسالة تفاؤل: “الخوف قد يُسكت الأصوات لفترة، لكنه لا يستطيع قتل الأحلام. وسوريا الحرة ستولد من جديد بأصوات أبنائها الذين رفضوا القمع والكذب.”

أخبار سورياالفن السوريسوريافارس الحلومحمد حداقي